للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قضاء الفائت من الصلاة]

السؤال

لو أن شخصاً تاب ثم صلى مع كل صلاه صلاة إضافية فهل تسقط عنه صلاته التي تركها أيام لهوه؟

الجواب

إن كان أيام سفهه أو عبثه ترك الصلاة جملة، أي: توقف عن الصلاة سراً وعلناً ظاهراً وباطناً، لا يصلي لا في البيت ولا في المسجد ولا مع الجماعة، ترك الصلاة زمناً فهذا في الحقيقة حكمه حكم الكافر، ويعتبر عودته إلى الصلاة كمن دخل في الإسلام من جديد، فلا يلزمه قضاء ما مضى، وإنما عليه التوبة والإكثار من الحسنات والنوافل التي تمحو السيئات، وأما إن كان يصلي فترة ويقطع فترة، فمثل هذا مثل من تهاون ولزمه أن يقضي ما فاته، فعليه أن يقدر، أي: لو قيل له: أنت كم تركت الصلاة؟ ثلاثة أشهر، يقول: لا.

كم تقريباً شهر؟ يقول: والله شهر كنت أضيع بعض الصلوات، يوم أصلي ويوم أجمع ويوم لا أصلي، فنقول له: اجتهد في التقدير، وصل ما استطعت مما تذكره؛ لأن هذا يعتبر قضاء، والقضاء على خلاف بين أهل العلم، هل هو مضيق أو موسع، وبعضهم يذهب إلى أنه موسع، فنقول: صل ما استطعت قضاءً مع كل صلاة صلاتين، أو في أوقات نشاطك أو قدرتك، ومع توبة وإنابة واستغفار عما فعلت فيما مضى.

أما من ترك الصلاة بالكلية، فنقول له: ما مضى كان في عهد كفر؛ لأن (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).