للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عزة علماء الأمة]

أتعرفون سيد قطب رحمه الله؟ في سنة من السنين امتحن علماء المسلمين محنة عظيمة، وقضي على هذا العالم بالإعدام شنقاً أمام الجماهير، وجاءت برقيات الالتماس لكي تخفف عنه هذا الحكم، ولكن الطاغية في ذاك الزمان لم يرض أن يخفف شيئاً من هذا، فجاءوا إلى سيد قطب رحمه الله، وقالوا له: إن تكتب اعتذراً لهم فإنهم يخففون عنك أو يعفون عنك.

فقال لهم -وكان نحيلاً قد هده السجن والتعذيب-: إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في كل يوم خمس مرات يرفض أن يكتب حرفاً واحداً يقر به حكم طاغية.

الله أكبر يا عباد الله! مكبلٌ بالحديد، نحيل الجسم من التعذيب، قد أضناه التعذيب وتفننوا فيه، ومع ذلك يجدون عزةً نافست قمم الجبال ارتفاعاً.

فيا معاشر المسلمين! إننا بحاجة إلى العزة في نفوسنا حتى نستعلي على الشهوات والمعاصي والذنوب التي يصر كثير من المسلمين عليها، وما علموا أن المعصية هي التي تورث الذلة، يقول ابن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها