للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شباب لا يعرفون قيمة أنفسهم]

السؤال

بعض الشباب لا يعرف قيمة نفسه كمسلم، ولا يدرك أهمية شبابه فما نصيحتك لهؤلاء؟

الجواب

كثير من الشباب يبالغ في احتقار نفسه احتقاراً عظيماً حتى يظن أن البهيمة أفضل منه، وبعضهم ربما أصابه الغرور حتى يقع في العجب وحبوط العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله، فنحن نقول: يا أخي الكريم! إياك أن يصيبك الغرور والعجب، وكما قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: اعلم أن الناس إذا أعجبوا بك، فإنما أعجبوا بجميل ستر الله عليك.

الله الذي جملنا بالستر، ولولا الستر ما اجتمعنا في هذا المسجد، كم في أنفسنا كمتحدثين وسامعين من الذنوب والخطايا، ونستغفر الله ونتوب إليه، ولكن من نعم الله أن سترنا وجملنا بالستر.

أذكر ذات يوم أني أخذت ولدي عبد الله إلى المستشفى لعمل أشعة بالأمواج الصوتية في قلبه -نسأل الله له الشفاء ولأبنائكم جميعاً- فدخلت مع الطبيب، ووضع الأجهزة على قلب الطفل، فظهر في الجهاز البطين والأذين والصمام إلى آخره، قلت: سبحان الله! هذه الأجهزة الدقيقة تكشف كل شيء، ولكنها لا تكشف الخير والشر في النفوس.

الله الذي ستر عباده، وجمّلهم بالستر.

أخي الحبيب! إياك أن تحتقر نفسك، أنت فيك خيرٌ عظيم، وكما قلت يا أخي: والله لن تعجز أن تؤثر في أقاربك أو جيرانك أو أصدقائك أو زملائك، حتى العمال المساكين الذين تراهم حولك بحاجة إلى علمك ومعونتك ومساعدتك، فما أظن أن واحداً يقول: إني لا أصلح لشيء، فتجده يتهرب من المسئولية، أي: يتفنن في التهرب من المسئولية، وهذه مصيبة الأمة أن كل واحد يرمي بالكرة على صاحبه حتى لا تقع في مرماه.