للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة إلى إهمال المسئولية الحقيقية]

أيضاً من صور هذا التحدي: الدعوات السافرة إلى إهمال المسئولية الحقيقة وهي: مسئولية الزوج، والاستعداد للزوج، وتربية الأولاد والبنات -كما قلت- أصبحت عبئاً ثقيلاً على كثيرٍ من بناتنا، بل حتى على بعض المتدينات والملتزمات، ويا للأسف يوم أن تقول لامرأة: يا أمة الله! قري في بيتك، وأعدي وأصلحي وهيئي وعطري ونظفي هذا البيت، واجعليه جنة لا يمل الرجل شم جنباتها، ولا يمل من التقلب في أروقتها وغرفها، اعتني بهؤلاء الأطفال بكل لبسٍ جميلٍ رائع، اجعلي والدهم ينظر إليهم دائماً في أبهى حلة وأجمل زينة، إن تزيين الأطفال ليس لكي يراهم الأجانب فيقولوا: ما أبرق وأجمل هؤلاء الأطفال، بل إن الرجل ليسعد كثيراً يوم أن يرى ولده وفلذة كبده في أبهى حلة وأجمل صورة من النظافة واللبس الرائع الجميل.

في المقابل نجد كثيراً من الفتيات لا تريد أن تلتفت لهذا، بل تشترط على الزوج أن يأتي بالخادمة، وفرض على الخادمة أن تتولى حتى الطبخ والإعداد والطهي، وتهيئة الملابس، والاهتمام بالأطفال والبنات، وإنها لمسألة خطيرة تحز في النفس أن يتعود الأطفال امرأة أجنبية تحسر عن عوراتهم، وتقلب عوراتهم في تغسيلٍ أو ملابسٍ ما بين طفلٍ ذكرٍ أو طفلة أنثى.

إذاً: فهناك هجمة دعت إلى إلغاء التخصص وخلط الوظائف، وإهمال المسئولية، وتضييع البيت، والانشغال بغير الزوج، وإسناد مسئولية التربية إلى موظفٍ آخر هو المربي أو المربية، وعموماً فإن المحور الإعلامي يجمع لنا صوراً وألواناً ومشاهد من هذه التحديات نراها في أشكالٍ متعددة، من ذلك ما نراه من صور النساء العاريات الكاسيات على أغلفة ألوانٍ عديدة من المجلات، صور المتبرجات في ثنايا هذه المجلة وإبرازهن وإظهارهن بأنهن سيدات المجتمع االأُول، وأنهن الرائدات في مجال العلم أو التعليم أو التربية أو العمل الاجتماعي أو غير ذلك دعوة إلى الموسيقى والعزف المحرم، ودعوة إلى نبذ كثيرٍ من الأخلاق، بل وإشادة بامرأة وهي تمسك سيجارة في يدها؛ لأنها رجلة أعمال.

كل جار ولى منتبطاً غير جيران بني جبلة

مزقوا ثوب فتاتهم لم يراع حرمة الرجلة

سموها رجلة الأعمال، أو امرأة الأعمال أو سيدة الأعمال وهي تمسك بسيجارتها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تقليدٌ للغرب وانطلاقٌ من الأصالة، وكل هذا سيأتي في صور ومقاطع سأعرضها عليكم الآن.

رفض ونبذ لقوامة الرجل الحديد -مسئولية الرجل تجاه المرأة تسمى القوامة الحديدية- نبذٌ لما أمر به الله وشرعه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:٣٤] يقول تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:٢٢٨] ذلك أمر ينبذ في هذا التحدي المعاصر.

دعوة إلى الحرية والتفلت من الأحكام والقيم الشرعية، وتشجيع التمرد من قبل البنات على الأهل والأولياء، دعوة إلى الاختلاط السافر.