للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من شروط عقد النكاح وجود الولي للمرأة والشهود]

من شروط عقد النكاح الرضا، وكذلك لا بد من الولي، فلا يصح النكاح بدون ولي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي) فلو زوجت المرأة نفسها بغير ولي فجمهور أهل العلم على أن نكاحها باطل، وكذلك لابد من الشهود لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وهذا يدل على وجوب الإشهاد والإشهار وأقل ذلك شاهدا عدل، هذه مسألة مهمة، ومسألة المأذونية هي لغرض ترتيب وتوثيق العلاقات، وتوثيق العقود والشهود من أجل التأكد من أنه ليس بين الزوجة والزوج من أمور محرمة للصلة والعلاقة بينهما، فإذا شهدا على ذلك، وعلم أن ليس بينهما من رضاعة أو قرابة نسبٍ مما يمنع من كون أحدهما زوجاً للآخر فلا بد من ذلك، ويصح للإنسان أن يزوج نفسه يعني: ليس المأذون شرطاً في صحة عقد النكاح، فلو أن رجلاً في مجلس قال لك: زوجتك ابنتي، وقلت: قبلت هذا النكاح ورضيت به، وشهد على ذلك شهودٌ فإن النكاح صحيحٌ وينعقد، وتجب به الأحكام المترتبة عليه من التوارث والمحرمية؛ لأن عقد النكاح هو عقد الزوجية الصحيح، وإن لم يحصل وطء ولا خلوة.

فلا بد أن نفهم ذلك وأن نعلمه لأنه في بعض الأحيان ربما الناس يقعون في مشكلة صعبة، ويقولون: الزواج الليلة وما عندنا أحد يملك، ولا عندنا مأذون، مع أن جميع الشروط متوفرة -مثلاً- فليس هناك مشكلات نظامية في التزويج، هذا من نفس البلد أو من نفس القرية أو من نفس القبيلة أو من نفس الأسرة، وربما المأذون تأخر عليهم فيظنون أنهم لا بد أن يؤجلوا ويخسروا نفقات حفلتهم تلك الليلة؛ لأن المأذون لم يأت، والصواب أن يأتي الولي يقول: زوجتك فلانة، ويأتي الزوج ويقول: قبلت نكاحها، ويشهد الشهود على ذلك، وبذلك يكون قد انعقد النكاح، ولو مات أحدهما بعد دقيقة من هذا العقد ورثه ولزم كل الحقوق المترتبة بينهما، وذلك مما يؤكد الميثاق الغليظ في مسألة وشأن الزوجية.

ومن الطرائف التي ذكرت أن أحد الشباب كان مشتاقاً إلى الزواج، وكان في جلسة عقد النكاح، فكان المأذون يقول للولي: يا فلان! قل لهذا الشاب زوجتك بنتي فلانة بنت فلان على مهر قدره كذا ثم التفت المأذون وقال: يا فلان! قل قبلت هذا النكاح ورضيت به، قال: (أوكّي) شيخ، (أوكّي) شيخ، قال: يا حبيبي! قل: قبلت هذا النكاح ورضيت به، يعني: كلمة (أوكي) يا شيخ لا ينعقد بها النكاح، الإجابة والقبول زوجتك، وقبلت، أما (أوكّي) يا شيخ فإن هذا لا يصلح، لا بد أن ننضبط بالألفاظ الدالة على الإيجاب والقبول.