للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضعف الولاء والبراء]

السبب الرابع من أسباب الوهن: وقد ذكرنا من أسباب الوهن: - السبب الأول: الذنوب والمعاصي وعدم المبادرة بالتوبة منها.

- السبب الثاني: الحملة الإعلامية التي انطلت على المسلمين وظنوا أن الأعداء قوة لا تقهر.

السبب الثالث: غيبة معالم جلية من العقيدة ألا وهي الأجل والرزق أنها بيد الله جل وعلا، وهذه النقطة الثالثة، لا يكفيها وقفة ولا تكفيها محاضرات؛ لأن القرآن مليء ببيانها وشأنها.

- السبب الرابع: ضعف الولاء والبراء.

إن أمة من أمم المسلمين قد تدعم أمة أخرى اتقاء شرها، وليس هذا الأمر فيه ولاء أو براء وليس هذا البذل مبنياً على منهج إسلامي قويم واضح وجلي، وعند ذلك تجد الأمة التي تدعمها تنقلب عليك في أي لحظة من اللحظات، أنت تظن أنك تقوى بها فإذا بك تجد الخيانة والإخلاف والغدر من هذه الأمة التي أنت دعمتها.

إذاً فحينما يحصل ذلك لا تجد في نفسك إلا ضعفاً ووهناً، ويوم أن يكون البذل والدعم لله، أن نعطي لله، وأن نمنع لله، وأن ندعم لله، عند ذلك نكون قد أعطينا ومنعنا وبذلنا أمة تقف معنا في كل موقف يرضي الله جل وعلا، وتقف معنا في كل موقف قد يُعتدى فيه على أعراض المسلمين أو حرماتهم، هذه مسألة وليس بعيب أن نطرحها لبيانها وإيضاحها، ولا يفهم البعض أنني أقصد هنا الاستعانة بقوات أجنبية، هذه موضعها آخر، وانتهت وحسمت بقول الثقات والأتقياء، والبررة من علماء الأمة، فإن الذي يخبط أو يتكلم في قضية الاستعانة بالقوات الأجنبية أقول: ليس لكلامه موقع بعد أن حُسم الأمر بكلام هيئة كبار العلماء، ومجلس القضاء الأعلى، فليس هذا مقصد حديثنا، حتى لا تختلط القضية بين مسألتين، أقول: إن من أسباب الوهن أن تعتمد على قوة لا تعضدها أو تدعمها لله وفي الله، خاصة إذا كانت هذه الأمة تقوم على منهج لا يرضي الله جل وعلا.

هذه من أخطر الأمور؛ لأن من تعلق بشيء وكل إليه، فإذا تعلقنا بالله جل وعلا فنعم الوكيل، وإذا تعلقت الأمة بغير الله، فقد تعلقت بضعف وخزي وخيبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى أية حال حينما نتحدث عن أمور في مجتمعنا أو في غير مجتمعنا فإنما هو حديث بيان النفس، وما ينبغي لنا أن نتخذه من المواقف الإيجابية، وحسب المؤمن أن يعتبر، وأن يأخذ الدروس والعظات في كل حياته ومواقفه.

أقف عند هذا الحد -أيها الأحبة- فيما يتعلق ببيان بعض أسباب الوهن التي وقعت في الأمة وعلاجها واضح، وهو ترك الذنوب والمعاصي والبراءة منها، والمبادرة بالتوبة إلى الله منها، والإقبال على الله جل وعلا.

أما قضية الحملة الإعلامية المسعورة ضد المسلمين: هذه يمكن أن نستلهم ما يناقضها وأن نفهم ما يفندها من خلال إعلامنا ومن خلال مجالاتنا، ومن خلال مختلف الوسائل التي تبين أن الأعداء وإن اجتمعوا فإنهم لا يقضون علينا بشيء لم يكتبه الله جل وعلا، وإنما يقضى علينا بما كتبه الله.

الأمر الثالث: قضية العقيدة، أن نجدد فهم العقيدة في القلوب.

الأمر الأخير: أن نعرف من هم أصدقاء أمة الإسلام، ومن هم إخواننا في الإسلام، ومن هم أحبابنا في الإسلام الذين يقاتلون في سبيل الله، والذين يقاتلون لإعلاء كلمة الله، والذين يقفون معنا جنباً إلى جنب في أي أمر يصيب أمة الإسلام، أما أن نظن أن كل من يتقى شره قد ينفع، فهذا ليس بقاعدة مطردة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على محمد.