للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استمرار الجهاد في فلسطين]

السؤال

فضيلة الشيخ: نحن نعلم أن مشكلة فلسطين هي المشكلة الرئيسية، فهل تظن أن سبب ما حل لإخواننا في الكويت وغيرها من المصائب، هي لأننا أدرنا وجوهنا وأقفلنا باب الجهاد في فلسطين؟

الجواب

والله يا أخي! ما أدرنا وجوهنا، ليس بصحيح هذا، والله ما نسينا فلسطين لا بالدعاء ولا بالبذل بما نستطيعه، ولكن شتان بين أفغانستان وفلسطين، فلسطين أخذت زمناً تحت منظمات كافرة، ومنظمات علمانية، ومنظمات وإن انتسبت إلى الإسلام فإنها لم ترفع الجهاد بصدق، إلا ما نراه أخيراً من منظمة حماس، وهي التي يجب أن تدعم، خاصة وأن أغلب الدعم الذي يقدم إلى منظمة حماس من مسلمي الكويت، والآن الكويت ذهبت فمن يدعم حماس؟ الأمل في الله ثم فيكم كبير، لكن أقول: إن عدداً من الناس حاولوا أن يقتاتوا وأن يجمعوا المال باسم فلسطين ولكن حقيقة الأمر أننا لم نعرف في فلسطين جهاداً صادقاً إلا من منظمة حماس، أما منظمة أيلول الأزرق، وأيلول الأحمر والصياح والأغاني والأناشيد فوق التل وتحت التل وجنب التل، ولم نرَ شيئاً، وبعض رجالاتها يتمنى أن يقابل الرئيس الفلاني الكافر، ويترجى أن يقابل الرئيس الفلاني الكافر، ولا أبلغ مما قال سياف رئيس وزراء المجاهدين عندما جاءه أحد المسئولين الفلسطينيين يريد مقابلته من أجل واسطة لحل القضية الأفغانية، قال قولوا له: إني أكره أن أنظر إلى وجهه فضلاً عن أن أقابله.

قالوا: يريد مقابلتك في الفندق، قال: قضيتنا تحل في الخنادق، ولا تحل في الفنادق.

حينما توجهت فلسطين أو هذه المنظمة الأخيرة منظمة حماس للجهاد في سبيل الله، تعلقت بها قلوب المسلمين وتحركت تبرعات المسلمين لها، وأما ما سوى ذلك فلسنا أغبياء، ولا يمكن أن تنطلي علينا الحيل، حتى وإن تكلموا في الإذاعة، فلا يمكن أن نصدق حتى نرى البراهين، لماذا صدقنا الجهاد في أفغانستان؟ لأننا رأينا البراهين، رأينا العزة في أبهى صورها، ورأينا البسالة والتضحية وقيام الليل والصيام والدعاء والقنوت والرباط في سبيل الله والتعلق بالله، براهين قوية على صدق هذا الجهاد.

أما ما يتعلق قديماً بـ فلسطين فشأنها شأن آخر، لكن أقول: بالنسبة لما حدث أخيراً أو مؤخراً من منظمة حماس، فوالله إننا نرجو أن يوفقها الله جل وعلا إلى أن تكون سبباً لتحرير المسجد الأقصى، وأقول: بالمناسبة ليس كل الفلسطينيين أيدوا ما حصل من العراق على الكويت أو ما يسمونه بالحملات الإعلامية ضد السعودية، افهموا هذا جيداً ولذلك فإنني أقول: إننا نرجو من تلك الفئة التي لم تخدع ولم تنطل عليها تلك الشعارات البعثية الزائفة؛ نرجو فيها خيراً كثيراً بعد الله جل وعلا.