للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلمانيون وخطرهم على الأمة]

أيها الأحبة: ينبغي أن ندرك أننا مجتمع واحد، حتى الفاسق فينا فهو داخل دائرتنا، وحينما أقول: دائرتنا لا أقصد: دائرة المتدينين، دائرتنا جميعاً، حكامنا، وعلماؤنا، ودعاتنا، وإخواننا، وأبرارنا، وفجارنا أيضاً، حتى من كان مخطئاً مذنباً من أهل الذنوب من غير بدعة ينتحلها، ويدعو إليها، ويقصد إضلال الناس؛ إذْ أن الضلالة نوعان: هناك من يَضِلُّ ضلالة لهوى، من يَضِلُّ ضلالة لشهوة، ضلالة فساد ومعصية، هذا شأن.

لكن هناك من يَضِلُّ ويُضِلُّ {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام:٢٦] هناك من يقع في المعصية، ويشتهي أن الناس كلهم يفسدون.

يوجد كثير من الناس يذنب؛ لكنه لا يتمنى أن الناس يذنبون، كثير من الناس يدخِّن؛ لكن لا يتمنى أن أولاده والناس أجمعين يدخنون، بعض الناس وقع في معصية؛ لكن لا يتمنى أن الناس كلها تقع في هذه المعصية، ربما بعض الناس شرب الخمر؛ لكن لا يتمنى أن الخمر يصبح يُباع في البقالات كما تباع العصيرات، من الناس من وقع في فاحشة؛ لكن لا يتمنى أن يوجد قانون يحمي الفواحش وأهل الفواحش والفساد.

لكن الطرف الآخر الذين هم أعداء مجتمعنا، العلمانيون الذين يتربصون بنا الدوائر، الذين يريدون أن يقولوا للناس: كونوا فريقين: من أراد أن يصلي فليصلِّ، ومن أراد أن يفسد فليفسد، ولا أحدٌ يتدخل في أحد، هذا ليس أمراً مقبولاً في دين الإسلام، الله جلَّ وعَلا قال: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:١١٦ - ١١٧].