للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شباب مشغولون بالأفلام والمسلسلات]

وفريق آخر من الشباب مشغولون بالأفلام والمسلسلات، وأغلب الشباب إلا من رحم الله من غير المستقيمين التائبين اليوم لا يقل حجم عدد أشرطة الواحد منهم عن المائة، أفلام، منذ أيام جاء إلى مكتب الجاليات شاب في منطقة البديعة في الرياض وسلم لأحد الإخوة قرابة تسعمائة شريط، قال: كانت مبرمجة مفهرسة مبوبة لا شغل لي إلا أن أتابع من شريط في شريط، ومن فيلم إلى فيلم، ومن مسلسل إلى مسلسل، وهذا غيض من فيض، وعينة من شريحة موجودة، أفلام الحب، أفلام الرعب والغرام والجنس، وحديث عجيب بين الشباب حول بعض المسلسلات والسهرات اليومية، يجلسون في الصباح أو في الظهر، هل رأيت المسلسل البارحة؟ بلى.

ألم تتأثر؟ فيقول لك: إنه خائن، إنه غادر، أبعد هذا الحب يطلقها، أبعد هذا الحب يفارقها؟! وآخر يقول: ماذا تتوقع نهاية المسلسل الفلاني؟ هل يجدون اللص؟ هل يجدون المجرم؟ هل يعثرون على الضالة الضائعة؟ وحوار ونقاش طويل وعريض، وهم يعلمون أن المخرج لو قال للممثل: لا تضحك؛ لم يضحك، ولو قال له: ابك، لبكى، ولو قال له: ارفع رجلك أو يدك لفعل ذلك، إنما هو تمثيل وكذب وأباطيل وهراء، ومع ذلك أخذت اشتغال وانشغال عدد وشريحة من شبابنا حتى أخذت عليهم الليل والنهار.

لو قيل لأحدهم: قم اذهب بأمك إلى مستشفى، أو بأختك إلى مدرسة، أو بأخيك إلى معهد لقال: إني مشغول، وما شغله إلا هذه الأفلام والمسلسلات.