للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النساء وأشغالهن الموهومة]

ثم اسمع العجب العجابعن أحوال النساء! فبنات ونساء مشغولات بالموضة والأزياء وما يسمونها بمجلات البرد، وتقليد صارخ للكافرات الفاجرات، وتشبه بالرجال، وبنات ونساء مشغولات إلى حد الانشغال عما أوجب الله عليهن، وعما تعلقت ذممهن به، انشغلن بزيارة الحدائق، الأحد: حديقة الحيوان، الإثنين: حديقة الدائري، والثلاثاء: صالة الأفراح الفلانية، والأربعاء: زيارة أو مناسبة، والخميس: لا تسل عن سفر أو ذهاب وتجوال، إنا لا نعيب على شاب أو رجل يخرج بزوجته وأهله فيجعلهم يشمون هواءً عليلاً، أو يرون شيئاً مما أباح الله، لكن أن يكون همُّ الفتاة وهمَُ المرأة في طيلة أيام الأسبوع مضي واستمرار في الذهاب والخروج والتجوال في الأسواق، دأب لا يعرف الكلل ولا الملل، فذلك أمر عجيب! وبعضهن مشغولات شغلاً عظيماً بحديث الهاتف الذي فيه مكاشفة للأسرار الزوجية، ماذا فعلتم؟ وماذا حصل البارحة، وما الذي لم يحصل البارحة؟ وحديث آخر: فلانة ذهبت، وفلانة فيها وفلانة ليس فيها، وحديث طويل، ولو أن ابنتها الصغيرة، أو ولدها المسكين جاء يبكي أو يريد طعاماً أو شراباً، لربما رمت به قليلاً، أو صرخت لخادمة كافرة أو مسلمة جاهلة لكي تعد لهذا الطفل حاجته لأنها مشغولة، ولا ينبغي لأحد أن يقطعها، ولا ينبغي لأحد أن يكدر صفو حديثها مع صديقتها، إنها مشغولة بالهاتف.

وهذه الشريحة من النساء بعضهن قد يعلمن أو لا يعلمن أن الله لعن المتشبهات من النساء بالرجال، وأن خروجهن أمر لا يجوز، والأسواق شر البقاع عند الله، (وأيما امرأة خرجت فاستعطرت لتفتن غيرها؛ فهي زانية) وأنها إن خرجت بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع، وأنها تعلم أن حديثها ونقلها القيل والقال من النميمة والغيبة سبب لحرمانها من دخول الجنة: (لا يدخل الجنة نمام أو قتات).