للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية خدمة الإسلام والدين]

السؤال

يقول: تكالبت الأعداء علينا من كل حدب وصوب، ما هو دوري وأنا على شفا جرف هار في تيار اليأس والقنوط، وما هو دوري في كوني شاباً مشغولاً بلا مهمة؟

الجواب

يا أخي! نقول لك: إنك كما يقول القائل:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

والله يا أخي الكريم! إنك تملك شيئاً كثيراً، والماء العذب الزلال بين يديك، ومن يعينك على الطاعة أمامك ومن خلفك وعن يمينك وشمالك، والأهداف مرسومة، والوسائل ميسرة، ولكنا نريد خطوة إلى الأمام.

يقول لي أحد الإخوة لعلكم تعرفونه، محمود باحاذق، من أوائل الشباب الذين ذهبوا إلى البوسنة، قال: كنت ذات يوم في المركز الإسلامي في زغرب فجاء شاب بوسني ولعله وشيك أو حديث إفاقة من خمر، ومعه مترجم، فقالوا: إن هذا الشاب يسأل يقول: هل يوجد شيخ أريد أن أسأله عن الإسلام؟ قال: فجيء به إلي، فقلت: وكيف أكلم هذا الشاب؟! قالوا: إنه قد أفاق، فأدار المترجم الحوار بيني وبينه، قال: فكان أول حديثه أن قال: إني شاب مسلم بسناوي -مسكين ما يعرف أن الخمر حرام أبداً، انظروا يا إخوان، الجهل والتضليل البليغ العظيم بأبناء المسلمين في أوروبا الشرقية ودول البلقان اثنين وسبعين سنة تحت الشيوعية - قال: إني مسلم، ولأجل أني مسلم، هدمت دارنا، واغتصبت بناتنا، وذبح آباؤنا، وشردنا من بلادنا، مع ذلك أنا لا أعرف من الإسلام إلا شهادة أن لا إله إلا الله، وأشهد أن نبينا محمد رسول الله، وأن الخنزير لا يجوز أكله، هذا الذي يعرف من الإسلام، قال: ومع ذلك حملت السلاح وجاهدت الكفار في سبيل هذه المعلومة، فالشاب الأخ الجريح وغيره من الشباب، بل حتى بعض المساجين الآن كم يعرفون عن الإسلام، يعرفون عن الإسلام ما لو سجل من ألسنتهم لبلغ مؤلفات، يعرفون الصلاة، والوضوء، والغسل، وصلاة الكسوف، والخسوف، والجنازة، ويعرفون أشياء كثيرة جداً عن الإسلام، فماذا قدموا للإسلام.

يعني: أنت تعرف عن الإسلام معلومات عديدة ما قدمت للإسلام شيئاً، وذاك البوسنوي لا يعرف عن الإسلام إلا كلمتي الشهادة، تحمل في سبيلها الجهاد والقتل والتضحية والدماء، فالأمر عجيب يا أخي الكريم، تستطيع أن تقدم شيئاً ولكن المسألة مسألة همة:

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

بعض الشباب يقول: أتوب وأرجوكم ألا تدخلوني في شيء، ولا تكلفوني شيئاً.

يقال له: هذا شريط توزعه في سبيل الله، كتيب نافع توزعه في سبيل الله، دعوة إلى محاضرة، تعين بريال أو بكفالة يتيم، أو بتجهيز غازٍ، أو أو إلى آخره.

يريد أن يكون ظبياً جفولاً.

فنقول أخي: الزم هؤلاء الصحبة الطيبين الموجودين، وستجد خيراً واستقامة بإذن الله.

بهذا -أيها الأحبة- تنتهي الأسئلة، وأسأل الله جل وعلا أن يعيد هذا اللقاء بيننا وبينكم، وأن يكرمنا بالاجتماع في دار الكرامة، دار الرحمة في جنات النعيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.