للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رحيل فاطمة بنت رسول الله]

روى الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا أبو النظر، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن أمه سلمى قالت: [اشتكت فاطمة -هذه صورةٌ فيها عبرة عظيمة وفيها حث وتشجيع على الاستعداد واليقين والتهيؤ للرحيل الجميل، وما أخص به الأخوات والنساء، وأخص به في ذلك الزوجات والبنات، الأخوات والأمهات، هذه امرأة صحابية ابنة رسول الله، زوجة صاحب رسول الله، زوجة أحد الخلفاء- فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت شكواها التي قبضت فيها، تقول سلمى: فكنت أُمرضها، فأصبحت فاطمة يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: وخرج علي بن أبي طالب لبعض حاجته، فقالت فاطمة لـ سلمى: يا أمه! اسكبي لي غسلاً، قالت: فسكبت لها غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه! أعطيني ثيابي الجدد، فأعطيتها، فلبستها، ثم قالت فاطمة: يا أمه! قدمي لي فراشي وسط البيت، قالت: ففعلت، ثم اضطجعت على الفراش واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت: يا أمه! -يعني: يا أماه- إني مقبوضة الآن، إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت فلا يكشفني أحدٌ فقبضت مكانها، قالت: فجاء علي فأخبرته بذلك].

الله أكبر! انظروا كيف يستعدون للقاء الله، يتطيبون للرحيل، يلبسون الثياب الجميلة للرحيل، يعدون الغسل الطيب للرحيل، يستقبلون القبلة للرحيل، يضطجعون السنة للرحيل.

الله أكبر! ما أعظم هذه النفوس.