للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رحيل عثمان بن عفان]

وصورةٌ أخرى من صور الرحيل لأولئك الذين يودعون وهم يقرءون كلام الله، يقرءون كتاب الله، فذلك شأن عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، فقد أصبح عثمان يحدث الناس، يقول عثمان: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أفطر عندنا يا عثمان) فأصبح عثمان صائماً وقتل من يومه، حيث اجتمع أصحاب الفتنة، اجتمع الذين أشعلوا الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه حول بيته يريدون قتله يوم الجمعة، وهو صائم عند صلاة العصر، وهو جالسٌ في بيته يقرأ القرآن فدخلوا عليه وضربه أحدهم (بالمشاقص) فقال عثمان: باسم الله توكلت على الله، فإذا الدم يسيل على وجهه ويسيل على لحيته، والدم يتقاطر على مصحفٍ كان بين يديه يقرأ فيه، فاتكأ من شدة الضربة على شقه الأيسر، وهو يقول: سبحان الله العظيم! وهو يقرأ في المصحف والدم يسيل على المصحف حتى وقف الدم عند قوله: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:١٣٧] فأطبق المصحف ثم حملوا عليه وضربوا عثمان ضربةً واحدة، فمات رضي الله عنه مقتولاً شهيداً كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال النبي فيما مضى يوم أن كان النبي جالساً عند بئره، فدخل أبو بكر وكان أحد الصحابة حارساً، فقال: (ائذن له وبشره بالجنة، ثم استأذن عمر، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم استأذن عثمان فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه) وهذه هي البلوى التي ابتلي بها عثمان رضي الله عنه.