للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشباب مهددون في عقيدتهم]

المقدم: أحد الإخوة يطلب من الشيخ أن يذكره بقصيدة مطلعها: (يا نائم الليل كله) بما فيها من عبر، ولعل الشيخ إن شاء الله ما عنده مانع، لكن قبل هذا بعض الإخوة أرسل لي يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرجو منك بعد صلاة العشاء أن تتحدث عن بعض الخطأ في العقيدة وخطر السحرة، نرجو ذلك وجزاك الله خيراً.

الشيخ: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، الحقيقة أنها ليست قصيدة هي مقولة حفظتها من عجوز من العجائز الصالحات وذكرتها في شريط نساء لم يذكرهن التاريخ، وأقول ولا فخر: أسأل الله أن يجعل آباءنا وأمهاتنا وجداتنا وإياكم جميعاً في جنات النعيم، أنها جدة أم لأبي، كانت إذا أيقظتنا لصلاة الفجر، وفي آخر عمرها طبعاً كانت مقعدة تزحف على يدين وركبتين إلى الحمام آخر الليل فتتهجد، وحتى لا يسمع الرجال أو المارة في السوق، البيوت القديمة صوتها كانت تصفق حتى تستيقظ الوالدة ثم يستيقظ الوالد ثم يقوم لصلاة الفجر، فإذا نزلنا بعد الوضوء أول ما نبدأ نسلم عليها قبل أن نخرج إلى المسجد ونقبل رأسها، فتنظر إلينا نظرة كلها عتاب، وتقول: طول الليل وأنتم في نوم ما تستيقظون قبل الفجر بقليلٍ حتى تصلوا ما كتب الله، ثم تردد هذه الكلمات وربما كانت أبياتاً عامية أو نبطية، تقول:

يا نايم الليل كله ترقد ولا فيك عله

لزماً تزور المقابر وترقد الليل والنهار كله

فعلاً هي كلمة مؤثرة، تقول: أنتم تنامون الليل كله ولا فيكم بلاء ولا فيكم علة، ولا فيكم سقم، لكن سيأتي عليكم يوم وبعده تنامون في المقابر ليلاً ونهاراً وليس فيكم أي علةٍ إلا علة الموت العظيم.