للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قرناء السوء يحجزون الإنسان عن الصالحين]

السؤال

أنا شاب أعرف بعض الشباب المستقيمين، لكني كلما عزمت على مصاحبتهم اجتمعت مع أصدقائي منذ طفولتي وهم ليس لهم هدف، فيزينون لي أفعالهم وأنصرف عما عزمت عليه من صحبة المستقيمين، وقد عجزت عن نفسي عجزاً كاملاً، وأشعر أن نفسي هي التي تسيرني على ما تشتهيه لما أفعل.

ماذا أفعل وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

والله يا أخي تأكد:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

هذا يعقل؟ لا يعقل، يعني: أرمي نفسي في البحر وأقول: يا نفس! لا تبتلي بالماء، إذا أردت وكنت عازماً صادقاً أنت فقط ما انطلقت منك الإرادة القوية؛ لأنه لا يمكن أن تعيش في هذا الوسط الفاسد وتقول: أبغي نفسي، يعني: أنت عندما تكون عندك زهرة لا تنمو إلا في تربة معينة، هل تذهب تجعلها في طين مجاري أعزكم الله؟ مؤكد أنها لا تنمو على الإطلاق، تحتاج إلى بيئة وإلى تربة نظيفة حتى تترعرع فيها وتنمو فيها نمواً طيباً نظيفاً.

فأنت حينما تريد أن تصاحب هؤلاء الجلساء الطيبين لا تصاحبهم بأماني اللسان، عاشرهم يا أخي، فليزوروك فلتزرهم، فلتخرج معهم، ولتشاركهم في بيت الشباب، وفي المراكز والنوادي، تكون معهم باستمرار؛ لأن الجليس له أثر كما أسلفنا، أنا أقول: لا تقطع جلساءك مثلما يقولون: نسينا العيش والملح، أو تتنكر عليهم، أو تبدأ أعوذ بالله منكم ومن حالكم ومن مجالستكم، هذا ليس بصحيح، أنت جالس جلساء الخير، اسمع منهم، استفد منهم، اقتدِ بهم في خير ما يفعلون، ويأتي يوم من الأيام وستكون -إن شاء الله- داعياً زملاءك هؤلاء إلى الخير.

لكن أن تكون دائماً مرتبطاً في حلقة مغلقة مع جلسائك السابقين الذين يزينون لك بعض المعاصي، وتقول: نفسي غلبتني، لا شك أن نفسك سوف تغلبك، أنت الذي أسأت على نفسك وأنت الذي جنيت على نفسك؛ لأنك ما انتقلت من الوسط إلى الوسط الآخر، إذا أردت ألا تبتل ثيابك لا تلج اليم، لا تدخل البحر اجعل نفسك في اليابسة وعند ذلك ستجد ذلك:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تمشي على اليبس

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.