للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عاقبة من أعرض عن ذكر الله وطاعته]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهي وصية الله للأولين والآخرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:١٣١] ويقول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

أيها الأحبة في الله: يقول الله جل وعلا: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٣٢] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ظهرت الفاحشة في قومٍ حتى أعلنوا بها، إلا ابتلاهم الله بالأوجاع والطواعين التي لم تكن في أسلافهم).

أيها الأحبة: نقول هذا الحديث تمهيداً أو مقدمةً لما هو حدث الأسبوع، حيث إن منظمات الصحة العالمية قد جعلت يوماً مضى في الأسبوع المنصرم هو يوماً عالمياً لمكافحة مرض الإيدز، والعجب -يا عباد الله- أن تلك الأمم التي فتحت فنادقها، وشركات السياحة فيها، وشواطئها، وأماكن اللهو والدعارة فيها، هي التي تدعو إلى ذلك، فسبحان الله العلي العظيم عما يصفون ويفعلون من التناقض والعجب العجاب فيه!! أيها الأحبة: لا شك أنكم تعلمون أننا في زمنٍ تيسرت فيه سبل الفواحش، وتنوعت فيه أسباب الفاحشة، وتعددت فيه مظاهر الفساد، وكل هذا والله لبعد الأمم عن كتاب الله وسنة نبيه، وصدق الله جل وعلا حيث يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:١٢٤] أولئك الذين يظن بهم ضعاف الناس، وجهلة الخلق، وغوغاء الشعوب، يظنون أنهم أهل الحرية، وأهل الانفتاح، وأهل التقدم والمدنية، أولئك والله يعيشون أمراضاً لا حصر لها، وأنواعاً من البلاء لا يحصيها إلا الله، وما ذاك إلا لبعدهم وإصرارهم وصدهم عن كتاب الله وسنة نبيه، فهم ينهون وينئون عن شرع الله، فحسبهم ما أصابهم في الدنيا ولهم من الله في الآخرة عذابٌ عظيم.

أما ذلك المرض الذي توافرت فيه جهود منظمات الصحة العالمية، لكي تجعل يوماً مضى في الأسبوع المنصرم لمكافحة الإيدز وما أدراك ما الإيدز.