للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طرق انتشار فيروس الإيدز]

تقول نشرة أصدرتها وزارة الداخلية ممثلة في مستشفى قوى الأمن بـ الرياض: إن سبب مرض الإيدز هو فيروسٌ صغيرٌ جداً، وتذكروا قول الله جل وعلا: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر:٣١] أتظنون أن الله يعجزه عن الخلق شيء، لا.

والله إن الله جل وعلا بأمره وبإرادته وبمشيئته لو شاء أن يهلك الخلق بأدنى فيروسٍ صغير لا تراه حتى أجهزتهم ومكبراتهم وميكروسكوباتهم، أو ما ملكوه من وسائل التنظير والتكبير، فسبحان الذي لا يعجزه شيء! تلك الأمم التي ملكت أنواع المدمرات، وأصناف الطائرات، وأدق المخترعات، وأبدع المكتشفات، ومع ذلك عجزوا أن يجدوا علاجاً لفيروسٍ لا يرى بالعين المجردة، إن الفيروس أصغر بمرات كثيرة من المكروب، فسبحان الله العلي العظيم! كيف هانوا على الله حتى أهلكهم بأدنى وبأصغر جندٍ من جنوده فلا تأمنوا مكر الله! ولا تأمنوا عقوبة الله جل وعلا بأممٍ عاندت شرعه، وأصرت على محاربة دينه ودعاة شرعه.

أيها الأحبة: تقول هذه النشرة التي أصدرها مستشفى قوى الأمن بـ الرياض: إن سبب مرض الإيدز هو فيروسٌ، وينتقل هذا الفيروس عن طريق الإبر الملوثة، وحقن المخدرات، فليعلم الذين يتهاونون بالمخدرات ابتداءً بمقدماتها، من أنواع العطور أو الكولونيات أو نحو ذلك، فليعموا أن نهاية المطاف، وأن غاية المصير هي المصيبة والطامة الكبرى التي لا علاج لها على الإطلاق.

وينتقل هذا الفيروس أيضاً عن طريق الاتصالات الجنسية الغير المشروعة، وينتقل فيروس الإيدز عن طريق اللواط -عافانا الله وإياكم- ويمكن أن تنقل هذا الفيروس أمٌ مصابةٌ إلى وليدها، وإننا والله نقول: يا مصيبة بعض الفتيات وبعض الزوجات وبعض النساء من أزواجٍ لا يخافون الله جل وعلا! ولا يراقبونه حينما يسافرون إلى الخارج! فأيما جنبٍ وجدوه ناموا معه! وأيما فراش ووجدوه مريحاً التحفوا به! وأيما فاحشة وجدوها وقعوا بها! فما حال امرأة يعود ذلك الزوج النتن الذي حمل بأصناف هذا الفيروس، الذي حمل هذا الوباء، يعود إلى بلاده لكي يضاجع زوجته فينقل إليها هذا المرض الخبيث! إنها مصيبة وطامة وبلية عظيمة، فتنبهوا -يا عباد الله- تنبهوا يا أولياء الأمور! تنبهوا يا من لكم ولاية على البنات والفتيات! لا تزوجوهن إلا من عرف منه الصلاح والاستقامة والطهر والعفاف.

وينتقل هذا الفيروس عن طريق نقل الدم الملوث، ويؤدي في نهاية الأمر وخاتمة المطاف، يؤدي هذا المرض بصاحبه إلى الهلاك بعد انهيار مقاومة المريض، وتحطم جهاز المناعة؛ فإذا تحطم جهاز المناعة في البدن لا تسل عن جيوش الميكروبات، ولا تسل عن أنواع الفيروسات التي تهاجم البدن، ولا يجد البدن بعد ذلك قوة أن يدافعها أو أن يصدها، ثم بعد ذلك يأتيه الموت رويداً رويداً، يوماً بعد يوم، ساعة بعد ساعة، لحظة بعد لحظة، دقيقة بعد دقيقة، بدلاً من أن يموت مرة واحدة يموت مرات عديدة، وينال آلاماً عظيمة؛ جزاءً بما جنت يداه: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل:٣٣].

بينت تلك النشرة أن أكثر الناس عرضة للإصابة بالإيدز هم الشواذ جنسياً، والزناة، والذين يتعاطون الخمور والمخدرات والمسكرات، والذين يعاشرون البغايا والمومسات.

فيا عباد الله: كم من أولئك الذين يتقلبون في أحضان الفاجرات والكافرات في دول الشرق والغرب في دول الكفر، كم ينقلون! وكم ينشرون! وكم يوزعون أذناباً وإنتاجاً لهذا الفيروس حينما يعودون إلى دولهم وبلدانهم! أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا وإياكم من الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.