للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلم المنافي للجهل واليقين المنافي للشك]

العلم المنافي للجهل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:١٩] واليقين المنافي للشك: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:١٥] العلم يقتضي اليقين؛ لأن العلم درجة، أبلغ من النظرية، وأبلغ من المعرفة، وأبلغ من الظن، العلم: هو غاية الإدراك وتمام اليقين.

لذا كان الأول: العلم.

والثاني: اليقين، إذ أن التردد فيها قد يكون سبباً في مروق صاحبها وخروجه من الملة، تردد أقوام من الزنادقة، وأخذوا يشككون، يقول قائلهم:

في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والمسيح

هذا بناقوس يدق وذا بمئذنته يصيح

كأنه يشكك في الأمر، هل هم ثلاثة، أم إله، أم أن الله له ولد، أم أن المسيح ابن الله، أم لا إله إلا الله؟!! من كان في هذا الريب وهذا الشك، فهو لم يبلغ فضل وكرامة لا إله إلا الله، لكن الفضل والثواب والكرامة لمن قالها عالماً أن لا إله إلا الله، موقناً يقيناً لا شك فيه أن لا إله إلا الله {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:٢٢] لو كان مع الله آلهة أخرى لكان الأمر مريجاً، ولكان الأمر مختلطاً، ولكان الأمر في عجب عجاب، لو كان مع الله آلهة، لكان إله يريد أن تشرق الشمس وإله يريد أن تغرب، وإله يريد أن تمطر السماء وإله يمنعها المطر، وإله يريد أن تنبت الأرض وإله يمنعها النبات، وإله يريد للأرحام أن تحمل، وإله يريدها أن تغيض، وإله يريد للأرواح أن تموت وإله يريدها أن تحيا، لا يمكن ولا يعقل ولا يقبل عقلاً وفعلاً وجدلاً وتصوراً وعلماً وحقيقةً ويقيناً، لا يقبل العقل! ولا يطمئن الفؤاد! ولا يصح النقل إلا بلا إله إلا الله.

لا يتصرف في الكون إلا مالك واحد مدبر متصرف هو الله وحده لا شريك له.