للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلاج الناجح والحقيقي من الأمراض والأوبئة]

عباد الله: إن العلاج كل العلاج هو في دين الله جل وعلا، هو في شرع الله، هو في قول الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:٥ - ٦].

إن العلاج كل العلاج والدواء كل الدواء في قوله سبحانه وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً} [النور:٣٣].

في دولة بريطانيا عقد اجتماعٌ كبير ضم عدداً من الشخصيات واللوردات، وأخذوا يناقشون هذا المرض الذي سرى في الجيل البريطاني، وشباب لندن، والدول الغربية عامة، ثم قامت امرأة وقالت: إني أقترح عليكم علاجاً، فأرهف القوم أسماعهم، وشخصوا بأبصارهم إليها، قالوا: ما الذي عندك في هذا الحل؟ قالت: العلاج هو الحل السعودي قالوا: وما تعنين بذلك؟ عنت بذلك أن من زنا أن تطبق عليه حدود الله جل وعلا، وأن تمنع أبواب الفساد والدعارة، فالحمد لله -يا عباد الله- أن جعل بلادكم قدوة ونبراساً وقنديلاً ومشعلاً تستضيء به الأمم عامة، وتخرج به من الظلم أممٌ تاهت في دياجير الظلام، وحنادس الظلمة.

فيا عباد الله: اعرفوا قدر بلادكم، وقدر الطهر والعفاف فيها، وحاربوا كل دعوة تدعو إلى هتك حجب الحياء، ونابذوا كل مقولة تدعوا إلى الاختلاط، ونابذوا كل دعوة تسمح أو تتهاون في فتح أي نوعٍ من أنواع الفساد صغُر أو كبُر.

واعلموا -يا عباد الله- أن ما يُحذر منه لا يعني بالضرورة أن ما هو موجود، ولا يعني أيضاً أن الأعداء لا يفكرون في غزو الأمة به، فكونوا على مستوى الفهم، وعلى مستوى الوعي، وعلى مستوى الإدراك لما يريده أعداء الإسلام منكم.

عباد الله: إن دين الله جل وعلا يوم أن شرع حد الزنا أمر قبل ذلك بغض البصر، وأمر قبل ذلك النساء أن يقرن في بيوتهن، وأمر قبل ذلك بالحجاب، وأمر قبل ذلك بالحياء والفضيلة، ثم بعد ذلك يزيد حد الزنا عقوبة لمن تسور جدران الفضيلة، وحجب الحياء، غير مبالٍ بالأبصار، غير مبالٍ بالحجاب، غير مبالٍ بالحياء والطهر والعفاف.

إن شريعة الإسلام يوم أن شرعت حد السرقة، قررت قبل ذلك الأمر بالزكاة، والأمر بالصدقة، وكفالة أفراد المجتمع، وحث الناس على التوسعة لبعضهم البعض، ثم بعد ذلك جاءت العقوبات لمن خالف تلك الحجب، وتسور تلك الجدر.

أما الحلول الغربية المتناقضة فهي والله في غاية التناقض، وفي غاية الانفصام، من جهة يفتحون أبواب الدعارة والفساد، ومن جهة يدعون إلى علاج الأوبئة والأمراض، إنها أممٌ تتخبط في ألوان الضلالة، وأصناف الجهالة، ولا حل ولا علاج لكل أمة في هذا الزمان، وفي كل مكان وزمان إلا بكتاب الله وسنة نبيه.

إن الطهر إن الحياء إن العفاف لهو خير ما يحفظ الإنسان، وبقدر حفظك -أيها الرجل- نفسك يحفظ من دونك، وبقدر بعدك عن الوقوع في حرمات الله جل وعلا، يكون ذلك سبباً لبعد الناس عن أن يجترئوا عليك أو على محارمك وقديماً قال الشافعي رحمه الله:

من يزنِ يُزنَ به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيباً فافهمِ

إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ

فيا عباد الله: احفظوا بيوتكم، واحفظوا أنفسكم، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، ومكنوا الحياء في بناتكم وأولادكم، ومكنوا الحجاب في نسائكم تسدوا بذلك معروفاً لمن دونكم، وتحفظوا بذلك مجتمعكم.

أيها الأحبة في الله: إن هذا الفيروس قد انتشر انتشاراً عظيماً، وشاع في دول الغرب شيوعاً ذريعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ففي أمريكا وحدها في سنة من السنوات سبعة وعشرون ألف مصاب بهذا الفيروس، مات منهم ستة عشر ألف، ومعدل الوفيات نتيجة هذا الفيروس مائتين وعشرين رجل يموتون أسبوعياً، والدراسات والإحصائيات تقول: إنه خلال أشهرٍ عديدة قادمة سيكون معدل الوفاة من جراء الإصابة بهذا الفيروس ألف شخصٍ يموتون في الأسبوع الواحد.

فانظروا إلى عظم الجريمة، وانظروا إلى هوان الخلق على الله يوم ألا يبالوا بمحارمه، ويوم أن ينتهكوا حدوده فاحفظوا الله يحفظكم، احفظوه جل وعلا في أمره وفي نهيه، احفظوا الله جل وعلا يحفظكم، احفظوا الله في كل آنٍ، وفي كل زمان، وفي كل مكان، تجدوا الله تجاهكم، ومن لم يحفظه الله فلا حافظ له، ومن يضلل الله فلا هادي له.

أسأل الله جل وعلا أن يحفظنا جميعاً، وأن يحفظ شبابنا، وأن يمنَّ على هذه البلاد بالطهر والعفاف والحياء، وأن يبعد عنها وأن يقهر فيها كل دعوة إلى الاختلاط والتبرج، أو إلى تيسير وسائل الاتصال التي لا تنبغي ولا تليق في مجتمعات المسلمين خاصة، وفي غيرها من المجتمعات عامة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أرادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره، يا سميع الدعاء! اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم احفظ إمام المسلمين، وإخوانه وأعوانه وثبتهم على الحق يا رب العالمين! اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم، اللهم سخر لنا ولولاة أمرنا ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كلِ بلوىً عافية، ومن كل فاحشة أمناً، ومن كل فتنة عصمة.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولاهماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، ولا أيماً إلا زوجته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً اللهم جازه بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفواً وغفراناً.

اللهم انصر عبادك الموحدين، وانصر جندك المجاهدين، اللهم انصر جندك المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان، وفي فلسطين وفي الفلبين، وفي سائر أرضك يا رب العالمين! اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً، سحاً طبقاً مجللاً نافعاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، اللهم إنا خلقٌ من خلقك وعبيدٌ من عبيدك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ورحمتك يا رب العالمين! {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين! إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.