للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الدعوة إلى الله في هذا العصر]

السؤال

هل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في هذا العصر فرض عين أم فرض كفاية؟

الجواب

الدعوة فرض على عموم الأمة، واجب على عموم الأمة وهي من فروض الكفاية، إذا قام بها من تبرأ به الذمة سقط الإثم على الباقي، واليوم الحاجة ماسة إلى كل من لديه المقدرة على الدعوة أن يساهم؛ لأن الواقع يشهد أن حاجة الناس إلى الدعوة تدل على أننا لو أتينا بعشرة أضعاف الدعاة الموجودين، وعشرة أضعاف مكاتب الدعوة، وعشرة أضعاف الجهود القائمة، لما غطت الحاجة، ولذلك تصبح الدعوة متعلقة برقابنا جميعاً، سواء منا السابق في الخيرات، أو المقتصد، أو الظالم لنفسه، لكن الذي لا يستطيع عليه أن يساهم بالمال، أنت تدعو بمالك، وهذا يدعو بلسانه، وهذا يدعو بجهده، وهذا يدعو بعلمه، وهذا يدعو بتأليفه، فالدعوة على عامة الأمة متحتمة ومتعينة، لا ينبغي التفريط فيها، يقول شخص: الدعوة مسئولية وزارة الشئون الإسلامية، ومسئولية الهيئات، ومسئولية الدعاة والقضاة والعلماء، أنا ليس لي علاقة، نقول: لا.

أنت عليك نصيب تتحمله، النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة، وأن المسيح ابن الله، يدفعون مبالغ تبرعات للكنائس وتنصير المسلمين، وهم أهل الخمر والزنا والخنا، يتبرعون للمؤسسات الدينية الكنسية، وأنت أيها المسلم المصلي تقول: لا.

الدعوة مسئولية الوزارة والعلماء، إن لم تدع بلسانك ادع بمالك، الدعوة بطباعة الكتب، من أين الأموال؟ صحيح أن هناك أموالاً تنفق، الدولة وفقها الله تنفق، والمسئولون وأهل الخير والأثرياء، لكن لا تزال الحاجة ماسة.

خمسة وتسعون في المائة من المعوقات الدعوية معوقات مالية مادية، ولو أننا فعلاً نخدم الدعوة لجعلنا من رواتبنا شهرياً قسطاً نتبرع به للدعوة، الراتب شهرياً يدفع منه قسط للخادمة، ويدفع منه قسط للترفيه، ويدفع منه لفسحة الأولاد، ويجمع منه قسط لكذا وكذا، لماذا لا نخرج قسطاً للدين والدعوة؟ أم أن الدعوة أرخص وأدون وأقل من الخادمة وفسحة الأولاد والملاهي والترفيه؟!! مصيبة عظيمة أننا لا نعطي الدعوة اهتماماً، تجد الشخص يعطي العطاء والسخاء الكثير على أمور كثيرة، لكن إذا دعي لينفق لدين الله عز وجل بخل: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:٣٨].