للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وما النصر إلا من عند الله]

أيها الأحبة! لما أوقد لإبراهيم عليه السلام نار عظيمة ثم أهوي به فيها من المنجنيق، جاءه جبريل في تلك اللحظة: يا خليل الله إبراهيم، هل لك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، التوكل القوي على الله، وعلم أن النصر بيد الله، إن الذي خلق النار قال لها: كوني برداً وسلاماً، إن الذي جعل العوامل والعناصر الفلزية واللافلزية والكيماوية وغيرها تتفاعل حتى تنفجر على نمط ننوي معين هو الذي خلقها، فالله قادر أن يعطل هذه القنابل النووية.

نحن علينا أن نأخذ بالأسباب فقط، ولا أحصي لكم عدد الأخبار التي أخذتها بنفسي من مجاهدين، وممن نقلوها عن قادة المجاهدين يقولون: لا نحصي عدد القنابل والقذائف التي تنزل بالقرب منا ولا تنفجر، لماذا؟ لأن الموت لم تحن ساعته، ليست هذه رصاصتك التي تميتك، إن الرصاصة التي سوف تقتلك لم تصنع بعد، أما صندوق الرصاص، الذي فرغ في وجهك، هذا كله تخطاك يمين يسار ("١سم" فوق، "١سم" تحت، "١سم" يمين، "١سم" يسار) وربما ضرب في ثوبك ونفضته، لماذا يا أخي؟ لأنك تعلم أن الموت بيد الله، وأن الأمر بيد الله، وأن القوانين والسنن الكونية بيد الله، فالذي خلق العقول يعميها ويهديها، والذي سخر الرصاص يبطل كيده ومفعوله.

هذا ما ينبغي أن نعلمه في مستوى النظرية العسكرية.

إننا إن كنا نريد أن نقابل أعداءنا بقوة تساوي قوتهم العسكرية، فقد نحتاج إلى أزمنة طويلة، ولن ندخل معهم ساعة الحسم والمواجهة، ولكن يوم أن نعلم أن الله جل وعلا هو الذي خلقنا وخلقهم، كما قال أهل البادية حين خوفوهم بالطيارات قالوا: الطيارات فوق الله أو تحت الله؟ قالوا: تحت الله، قالوا: أجل نحن وإياهم تحت الله، الطيارات والذي على الأرض كلنا تحت الله، فهكذا تنتصر الأمم بهذه العقائد، إننا لا ننتصر بذواتنا ولا بأسلحتنا، ولكن ننتصر بعقيدتنا أيها الإخوة، والعقيدة شأنها عظيم،

شعب بغير عقيدة ورق تذريه الرياح

من خان حي على الصلاة خان حي على الكفاح