للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الانهزامية التي تعانيها الأمة]

فيا معاشر الأحبة! واقعنا في النظرية العسكرية بين الأمس واليوم.

يقول عمر بن الخطاب: [والله إني لا أخشى على الجيش من عدوه، ولكن أخشى على الجيش من ذنوبه].

واقعنا اليوم يختلف، حتى أصبح المسلمون في واقعهم العسكري قد تعودوا نغم الهزائم والحروب والمصائب، يقول الشاعر:

حرب حزيران انتهت

وكل حرب بعدها ونحن طيبون

عندنا استعداد لأن نتقبل مزيداً من الحروب والمصائب لماذا؟ لمستوى النظرية العسكرية الجوفاء، ليس بالتكبير والتهليل وتربية النفس، وأننا نقاتل القوم بعقيدة.

حرب حزيران انتهت

وكل حرب بعدها ونحن طيبون

تغلغل اليهود في بلادنا ونحن عائدون

ناموا على فراشنا

صاروا على مترين من ديارنا ونحن راجعون

ناموا على فرشانا ونحن عائدون

وكل ما نملكه إنا إلى الله لراجعون

حرب حزيران انتهت

جرائد الصباح ما تغيرت

الصور العارية الحمراء ما تغيرت

كلفنا ارتحالنا خمسين ألف خيمة جديدة

تعودنا أن نبني مخيمات، أن نتعامل مع لاجئين، مع مهجرين لا أقل ولا أكثر، ولكن أن نتعلم من أين أصبنا؟ لا، هذا مفهوم حرص الأعداء أن يبعدوه عنا، والله جل وعلا قد علم الأمة درساً في ثاني معركة، بداية بناء الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد، بداية خطيرة، الهزيمة تعني السحق للطائفة المسلمة، ومع ذلك حصلت الهزيمة ويقتل سبعون من صحابة رسول الله، وتدخل حلقتان من حلقة المغفر في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشج جبهته صلى الله عليه وسلم وتكسر رباعيته، والله جل وعلا يقول والوحي يتنزل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} [آل عمران:١٦٥] من أين جاءت الهزيمة؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:١٦٥] من أنفسكم أنتم، أتيتم من أنفسكم.

فوالله يا معاشر المسلمين! والله لو اجتمع المسلمون في هذا الزمان وتدارسوا مواقع الخلل ومواطن النقص في أنفسهم لكانوا أعظم قوة على أعدائهم، ولكن من أين للمسلمين صف واحد يتحدون حوله إلا بمنّ الله وفضله، ثم بشباب الإسلام الصادقين ودعاته المخلصين وولاته المسلمين.