للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعم أهل الباطل لباطلهم وتقاعس المسلمين عن حقهم]

السؤال

إن الدعم المستمر من أصحاب المصانع والشركات في أمريكا وأوروبا لليهود، وإن أحدهم يقوم بشراء قطعة أرض لإقامة كنيسة وغير ذلك، لكن هنا مع الأسف أصحاب الشركات والمصانع لا يقدمون إلا القليل، وفي مناسبات معينة؟

الجواب

على أية حال: البذل في سبيل الدعوة ونشر الخير من الأمور المهمة ومن واجبات المسلمين، وليس هذا تفضلاً منهم بل هو مما أوجب الله عليهم، لكن من حُرِمَ ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنما يجمع أرقماً في رصيده.

أنت حينما تناقش رجلاً من الأثرياء يملك عشرة ملايين، أو عشرين مليوناً، أظن لو نقصت مليون ما غيَّرَتْ من ملابسه ولا من سيارته ولا من طعامه ولا من شرابه، القضية هو اختلاف الأرقام في الرصيد، وطباعة كشف الحساب الدوري بصيغة جديدة لا أقل ولا أكثر، كما قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة:٢٦٨].

إننا بحاجة إلى أن نواصل الزيارة والمقابلة لأصحاب الأموال والمؤسسات والشركات لنقول لهم: إن الريالات التي تملكونها لو أنفقتم الكثير منها أو شيئاً منها ليس بالكثير لغيرتم، بل إن بعض المسلمين لو أنفق زكاته لأحدثت انقلابات في دول مختلفة.

أنا أعلم أن بعض البلدان التي يؤذى فيها المسلمون لو صُرِف إليها زكاة واحد من التجار الذين يعدُّون لغيرت الأحوال بإذن الله فيها، لا أقول الأمور كلها؛ إذ الأموال ليست كل شيء، الرجال هم العملة النادرة الصعبة التي نحتاج إليها في كل مكان.

لأجل ذلك حينما يدبر بعض أصحاب المؤسسات إلى شراء القصور وشراء الاستراحات أو إلى أماكن مختلفة في أوروبا وغيرها ويعرضون عن المشاركة في الجهاد أو الدعم فليس هذا يعني أن ننتقدهم بل ننتقد هذا الفعل؛ الإعراض عن البذل في الخير منتقد، ولكن الخطوة التي هي أهم أن نواصلهم بالزيارة والعطاء.

والشيء بالشيء يُذكر: حدثني أحد الإخوة عن رجل ممن يسمونهم مِلْتِيْمِلْيونير، قال: إنه ذهب إلى مدير أعماله وقال: إنك تعلم أن فلاناً قد جاوز السبعين، وأعمار الأمة بين الستين إلى السبعين فانصح فلاناً أن يجعل ربع أو ثلث ماله في مكافحة التنصير، فهذا ينفعه، أما إن مات فيقتسمه أربعة أو خمسة من الورثة، وقد جمع مالاً يحاسب عليه ولم يوصِ بشيء منه لله ورسوله، فضحك مدير أعماله وقال: عساه أن يقوم بأدنى الواجبات فضلاً عن أن يقبل بهذا كله.

على أية حال: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس:٣] لعل الله أن يهديه، لعل الله سبحانه وتعالى يمنُّ عليه في آخر حياته -والأعمال بالخواتيم- فيوصي بشيء من هذه الأموال في سبيل الله جل وعلا.

إذا أردت يا أخي الحبيب أن تعرف أهمية وخطورة أموال المسلمين وأثرها في مجتمعات لو سُخِّرت الأموال فيها لنفعت خذ الدليل الإحصائي السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي، اجمع ودائع البنوك، واضربها في اثنين ونصف في الزكاة، وانظر كم يطلع عندك من مليار، لو صُرِفَت المليارات على الفقراء في الداخل والخارج لما بقي في الداخل فقيراً ولا محتاجاً.