للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سفينة بدشوش تغرق]

السؤال

ما رأيكم في السفينة التي فيها دشوش؟

الجواب

يبدو أن أصحاب السفينة يتفرجون يا أخي، إذا كانت هذه السفينة فيها دشوش! على أية حال: الله المستعان! يا أخي الكريم: هناك مخاطر، لا شك أن هذا الدش خطر عظيم، لن نمر عليه مرور الكرام حتى نتساهل به أو نظن أنه يسير؛ بل منذ يومين فقط جاءني شاب وأخبرني بقصة آلمتني وهي: أن شاباً وقع على أخته بسبب مثل هذه الدشوش، وطلب مني أن أفصلها في خطبة جمعة، قلت: اعذرني من مثل هذا الكلام، فإنه لا يقال بالتفصيل على منبر جمعة؛ لكن يذكر مغبة مثل هذا الأمر.

آخر يذكر عن أخت صغيرة له، أنها تعمل حركات خليعة، فلما سئلت إذ بها لا تعلم ما تفعل، وإنما قالت: رأيت في القناة الفلانية.

نعم، هذه الدشوش قد فتحت الشر على الناس من أبوابه.

فنسأل الله أن يجنبنا شرها، وعلينا أن نناصح من رأيناه قد ركبها، وإن احتج بالأخبار فهناك أجهزة الإذاعة والراديو تأتي بالأخبار، ثم ماذا إذا علمت الأخبار؟! بعض الناس يقول: أنا والله ما عندي وما لي حاجة في الصور، لو سلمنا أنك صادق فيما تدعي وتزعم؛ ماذا وراء الأخبار؟! هل تخرج قوات الأمم المتحدة من الصومال؟! هل تتدخل في مفاوضات السلام في البوسنة؟! هل تغير شيئاً من الأوضاع في كمبوديا؟! تسمع من الأخبار ثم تعود إلى فراشك كالفرخ المضروب، ما عندك أي حس، ما عندك أي قدرة أن تفعل شيئاً.

فإذاً الأخبار التي تهمك أخبار المسلمين، ينبغي عليك أن تدعو لهم، وأن تبذل لهم، أما هذا الهراء الذي يدعيه بعض الناس، نعم قد أستثني أناساً ربما في دوائر عسكرية وسياسية في مركز العمل نفسه، ضرورة العمل الأمني تستدعي أن يعرفوا ماذا عند الدول الأخرى، ماذا تقول أخبار الدول الأخرى، ماذا تقول إذاعات الدول الأخرى، استراتيجيات وأعمال أمنية للمختصين أن يفعلوا بهذا؛ لكن أن يوجد هذا عند الناس جميعاً، بل ويتباهى بعضهم بدشين وثلاثة وأربعة، وبعضهم إذا قلت له، قال: يا أخي! أنت تفكر بعقلية العصر المتخلف، لماذا لا تقنعنا بأن نأتي بالبديل الذي نقنع به الغرب ويسلمون، ما هذا الكلام الفارغ، أنت ما استطعت أن تعبئ الإعلام تعبئة كاملة في دول إسلامية فضلاً عن أن تجادل الغرب بأمور تصرفهم عن خطوات بل عن سنين تقدموا فيها هناك، نحن بحاجة أن نكون موضوعيين في مثل هذه القضية، والسفينة فيها دشوش، وفيها ما هو شر من الدشوش، وفيها خير كثير، نسأل الله أن يكثر الخير وأن يزيده وأن يمحو الشر وأن يبعده.