للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حاجة الشباب إلى العلم المؤصل]

أخي الحبيب! طائفة الشباب الصالحين لا يكفينا صلاحهم، بل نريد مع الصلاح علماً أصيلاً مؤصلاً مدللا بالدليل من الكتاب والسنة، دأبهم فيه الطلب والدأب المستمر والتزاحم في حلق الذكر عند ركب العلماء، ليعرفوا الحق على أصوله وبأدلته ويعلموا أن ما سواه الباطل، فكثير من الشباب صالحون متدينون لكن ليس لهم في العلم إلا حظ نزر يسير قليل قليل، وليس أولئك الذين نريد، بل نريد مع الصلاح علماً، لا نريد عاطفة بلا علم فإنها عاصفة، ولا نريد علماً بلا تقى فإنه فجور، لكن نريد مع الصلاح العلم الذي يجعلك تميز بين الغث والسمين، والصحيح والسقيم، والحق والباطل؛ لأننا لو حدثناك اليوم عن عشرين ملة ضالة فحفظت وعلمت وأيقنت أن عشرين ملة سمعت شأنها من أهل الضلال، ثم نبتت نابتة ضلالة جديدة برقم جديد، الرقم واحد وعشرون، من الذي يخبرك أنها على ضلالة أو على هدى؟ لكن إذا عرفت الحق ولا سبيل إليه إلا بالعلم والطلب علمت أن ما سواه الباطل، ولذلك فإني أدعو الذين يدرسون الطلاب المذاهب والتيارات المعاصرة ألا يقضي أغلب الفصل الدراسي في تعداد وذكر وتفصيل المذاهب المنحرفة قبل أن يعرف الطالب ما هو المذهب الحق عند أهل السنة والجماعة أو ما هو المنهج الحق الصحيح عند أهل السنة والجماعة، اعرف الحق أولاً ثم تعرف أن ما سواه الباطل، أما أن تتعلم: باطل وباطل وباطل، فإذا جاء باطل جديد ما عرفته هل هو باطل أم حق، لكن إذا عرفت الحق أولاً علمت أن ما سواه هو الباطل.