للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصائح للشباب الملتزم]

وهنا أقول لهؤلاء الثلة المباركة من الشباب: إياكم أن يتسلل الشيطان إلى قلوبكم فيقول: مساكين شبكة الإنترنت زوارها يتراوحون ما بين المائتي مليون إلى أربعمائة مليون، والقنوات الفضائية يشاهدها مئات الملايين، وأنتم لا تزالون على خطبة يحضرها ألف مصلي منهم ثلاثمائة تغسل أكفانهم ينتظرون الموت وأنتم لا تزالون لا هم لكم إلا المحاضرات في المساجد والندوات في المدارس وتوزيع الشريط أو كتيبات أو نشرات أو مكاتب دعوة وتوعية جاليات، أو هذه الأساليب التي تسمونها إرشاداً ووعظاً وتوجيهاً، نعم، جاء الشيطان لبعضهم وقال له هذا، ولكن الله عز وجل يقول: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِهَا} [إبراهيم:٢٤ - ٢٥]، فهذه كلمة حق طيبة وهذا حق يمكث فينفع الناس، وأما ما تتحدانا به أو يوسوس به الشيطان من الهزيمة أمام الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية، فإن الله قال: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد:١٧]، والله إن كلمة من جملتين: آية وحديث، في مسجد ليس فيه إلا عدد قليل من الناس لتفعل فعلاً لا يخطر على بالكم، فاستمسك بالذي أوحي إليك، ولا تفرط بالحق الذي أكرمك به {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} [الروم:٦٠]، إياك أن تزهد في كتاب الله بآياته أو تزهد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: نحن لم يبق لنا إلا أن ننتظر نزول المسيح ليقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقاتل المشركين واليهود، لا (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فإن له بذلك أجراً) يخاطبك الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: لو كنت ترى أمارات الساعة قد بدت في قيامها وبيدك فسيلة نخل لا ترمِ بها وتقول: قامت الساعة بل إن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها فإن له بذلك أجراً.