للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية اقتران العلم بالعمل]

إذاً لا بد أن نعتني بهذه الأسرة، وأن نعتني بهؤلاء الناشئة، ولنتأكد أن أخطر شيء في التربية هي: مسألة التناقض.

إنه ليس من اللائق أن يدعو الأب والأم الأسرة والنشء إلى الخير وهم يتجافون عنه، أو ينهوهم عن الشر وهم مبتلَون به، فمن فعل ذلك فقد استحق اللوم والتعنيف الشديد، وإنما كان التشنيع على هذا الصنف من الناس لكونهم عالِمين بوجوب ما تركوا أو بتحريم ما اقترفوا، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة:٤٤]، {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:٣].

وما أجمل قول الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيرَه هلا لنفسك كان ذا التعليمُ!

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح بها وأنت سقيمُ

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ

فهناك يُقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك ويَنفع التعليمُ

وقال الآخر:

وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ

وقال الثالث:

ومن نهى عما له قد ارتكب فقد أتى مما به يُقْضَى العَجَبْ

فلو بدا بنفسه فذادها عن غيها لكان قد أفادها