للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقصير الناس في التربية القرآنية]

السؤال

فضيلة الشيخ التربية على القرآن الكريم والارتباط به من خلال الحلقات التي تمتلئ بها مساجدنا ولله الحمد هي أعظم التربية؛ ولكن الناس مقصرون في ذلك من خلال عدم إرسالهم إليها أو متابعتهم إذا كانوا ممن يستفيدون من هذه الحلقات، ما تعليقكم على ذلك يا فضيلة الشيخ؟

الجواب

يكفي في حلقات تحفيظ القرآن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فالعناية بكتاب الله عز وجل تعلُّماً وتعليماً وحفظاً وتجويداً وتلاوةً هو من خير ما يبني النفوس، وفعلاً إذا امتلأ قلب الفتى الناشئ بذكر الله عز وجل نشأ على سمت ووقار واستقامة وصلاح، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (وشابٌ نشأ في طاعة الله).

حلقات تحفيظ القرآن تُعوِّد الشباب أن ينشَئوا على طاعة الله، تعودهم أن يتعلقوا بقلوبهم في المساجد: (ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد) فذلك من الخير العظيم.

وأوصي إخواني جميعاً أن لا يقصر واحدٌ منا عن إرسال ولده إلى حلقة تحفيظ القرآن، لا تقصر في هذا الجانب، بل الواجب أن تبادر بإرسال ولدك إلى هذه الحلقة، لأنه لو يحفظ كل يوم أربعة أسطر أو نصف صفحة بإذن الله تعالى خلال زمنٍ يسير ستجد ولدك شاباً يرفع رأسك، وتفتخر، وتقول: هذا ولدي يحفظ عشرة أجزاء، قم يا ولدي استفتح بالقرآن الكريم في هذه المناسبة، في زواج أو مناسبة، أو حفلة يحضرها أمير أو وزير أو كبير، أو شيخ أو قاضٍ أو عالم، أو غير ذلك، افتتح بالقرآن الكريم، ويرتفع رأسك عزاً وكرامة أن ولدك هو الذي يفتتح هذا الحفل الكبير بالقرآن الكريم، وأنهم قالوا: فلان ولد فلان بن فلان؛ لكن لو أن ولدك ما يعرف إلا أغانٍ و (مالالوج) هل يسرك أمام الناس؟ يقال: والآن معنا المغني الصغير فلان ولد فلان، قم غنِّ، أهذا يرفع الرأس؟! طبعاً لا، والله ما يرفع الإنسان رأسه أن ولده مطرب أو رقاص أو فنان، لكن يرفع رأسك أن ولدك من حَفَظَة كتاب الله عز وجل، ويرفع رأسك أن يكون ولدك من الأخيار الأبرار الذي يُدْعَون إلى مجالسٍ يحضرها الوجهاء والكرماء والعلماء.