للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحديث عن الجنة وأوصافها ووصف أهلها]

أيها الأحبة! حديثنا اليوم عن دارٍ ليست بالخيال بل هي في الحقيقة، حديثنا اليوم عن دارٍ ليست في الأحلام بل هي في الواقع، حديثنا اليوم عن دارٍ قائمة موجودة، فيها من ينعم بنعيمٍ قد عجله الله له جل وعلا، قال صلى الله عليه وسلم: (رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين) وروى الطبراني وابن عدي والحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئٌ على سرير) حمزة شيد الشهداء؛ الشهداء قال الله تعالى فيهم: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:١٦٩] هذا حمزة سيد الشهداء إنه ما فنيت حياته، ما انقضت روحه، ما زهقت نفسه، فأصبح جثة لا حراك لها؛ بل هو عند رب العالمين في جنة النعيم، قال صلى الله عليه وسلم: (وإذا حمزة متكئٌ على سريرٍ في الجنة) الله أكبر! وقال صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فاستقبلتني جارية فقلت: لمن أنت أيتها الجارية؟ فقالت: أنا لـ زيد بن حارثة) صححه الألباني في صحيح الجامع.

وروى الترمذي والحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان فذلكم البر! فذلكم البر!) وكل هذه صححها الألباني في صحيح الجامع الصغير، قال ابن القيم:

يا خاطب الحور الحسان وطالباً لوصالهن بجنة الحيوانِ

لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت بذلت ما تحوي من الأثمانِ

أو كنت تدري أين مسكنها جعلت السعي منك لها على الأجفانِ

ولقد وصفتُ طريق مسكنها فإن رُمْت الوصال فلا تكن بالوان

أسرع وحث السير جهدك إنما مسراك هذا ساعة لزمانِ

فاعشق وحدث بالوصال النفس وابذل مهرها ما دمت ذا إمكانِ

واجعل صيامك قبل لقياها ويوم الوصل يوم الفطر من رمضانِ

واجعل نعوت جمالها الحادي وسر تلق المخاوف وهي ذات أمانِ