للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفة مع أصحاب الربا]

إن أقواماً وما أكثرهم في هذا الزمان! قد استحلوا الربا بأتفه الفتاوى، وبأتفه الآراء القبيحة السخيفة التي تبناها أقوام لا خلاق لهم في الدنيا ولا حظ لهم في الآخرة، فصاحوا أمام الناس وأخرجوا وسخهم وقذارة عقولهم ليقولوا: إن الربا الموجود الآن ليس هو الربا المحرم، فوقع في ذلك أقوام وأخذوا لا يتورعون عن الوقوع في الربا والأكل منه والاستثمار من خلاله.

وإذا سئل أحدهم جعل وقايته من النار فلاناً أو علاناً، وما ينجيك فلان يوم أن تكب على وجهك في نار جهنم إن مت من غير توبة، وإن لم يرحمك الله بأوبة؟ عباد الله: إن أقواماً يعدون العدة لهذا الشهر بالسحر والإفطار والنفقة من الربا الذي درهمٌ منه أيسر عند الله من ستة وثلاثين زنيه يزنيها الرجل بأمة.

الربا الذي توعد الله فاعله بحرب من الله ورسوله.

الربا الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، أبعد هذا يتجرأ مسلم على أن يطعم أولاده ويطعم زوجه وبنيه وبناته وينفق في هذا الشهر من الحرام.