للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التزيين والتلبيس في قضية المرأة]

الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

معاشر المؤمنين! إن من أعظم الفتن التي يفتن بها الشيطان العباد فتنة التزيين ولبس الحق بالباطل واتباع الهوى، ولقد وقع في هذا الشرك الخطير كثير من الناس، وبخاصة في زماننا هذا، زمان الفتن التي تموج موج البحر، زمان الخداع والنفاق والدجل والرياء، التبس الحق بالباطل، والعلم بالجهل، وضلل كثير من الناس، وتمكن الشيطان منهم، وتعاون شياطين الجن والأنس {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [الأنعام:١١٢].

تعاونوا في وضع هذا التلبيس في قوالب من الأقوال مزخرفة، وألفاظ خادعة، وتسميات للأشياء بغير مسمياتها، وتبرير للمواقف الخاطئة المخالفة للشريعة، وما ذلك إلا بسبب استيلاء الهوى على النفوس، وسيطرة الشهوات على القلوب، وإننا ونحن نرى ونسمع ونقرأ كثيراً من المغالطات والخداع، والحيل المحرمة المفتراة على شرع الله عز وجل، ليتوجب علينا أن نتواصى بالتناهي عن هذه الأساليب الماكرة، التي يستخدمها أهل الأهواء ليشككوا الناس في دينهم وشريعتهم، بتحريفهم الكلم عن مواضعه.

نعم أيها المسلمون! ظهرت وسائل ماكرة ومضللة، لبست على الناس دينهم، وخلطت الحق بالباطل، بل وصل الأمر لدرجة قلب الحقائق، وإظهار الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، وذلك في قضايا عديدة ومن بينها قضية المرأة، فكان لا بد من إزالة هذا اللبس، وكان لا بد من إحقاق الحق وإبطال الباطل بقدر الجهد المستطاع، والله المستعان على ما ترون وتسمعون.