للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البدع والخرافات]

أيها الأحبة! ومن الأمور التي قد تكون سبباً، بل هي سبب والله في إحباط العمل: ذلك عمل البدعة، البدعة التي إذا فعلها فاعل لم يشهد لها الشرع باعتبار، لم يكن لها سند وعمل من كتاب الله وسنة نبيه فيما يتعلق بأمر العبادة؛ فإنه عمل مردود مردود مردود، كما يفعله الذين يحتفلون بالموالد النبوية، والمدائح النبوية، والأشعار التي قد يصل الأمر فيها إلى حد الشرك، في المبالغة والإطراء في المديح، ولا حول ولا قوة إلا بالله! فتلك بدع وأعمال مردودة على أصحابها، يضرب بها وجوه أصحابها، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن الله جل وعلا يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:٣] فمن ابتدع في أمر الدين شيئاً، فهو يظن أن الدين لم يكمل، وأن النعمة لم تتم، فكان لا بد أن يضيف بدعتَه إلى رصيد العبادات في الدين، وهذا عين التألي، وهذا عين الاستدراك على الله.

فمن ذا الذي يستدرك على ربه؟! ومن ذا الذي يلاحظ على خالقه؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وسمعتم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي: مردود على صاحبه.

أيها الأحبة في الله! أسأل الله جل وعلا أن يمن علينا وعليكم بالثبات والاستقامة، والعبادة والقبول، وأن يوفقنا إلى قبول أعمالنا، وأن يهدينا للصالحات، إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو جل وعلا.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.