للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد السلف يتمنى أن يطيع الخلق ربهم ولو مُزِّقَ لحمه إرباً

فيا عباد الله! تأملوا أحوالكم، وقلبوا أعمالكم، وانظروا هل هممكم عالية؟ وهل هي مرتبطة بالله؟ هل هي مرتبطة بالدعوة إلى الله، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يقول أحد السلف: وددت أن الخلق هذا أطاع الله ولو مزق لحمي إرباً، انظروا إلى هذه الهمة العالية، التي بلغت حد أمنية أن يهدي الله العباد، حتى وإن كان تحقيق هذه الأمنية على سبيل بدنه وتمزيق جسمه، شهادة في سبيل الله جل وعلا.

فارفعوا هممكم، وقلبوا أحوالكم، واجعلوا الهمة عند الله جل وعلا عالية، وإذا سألتم فاسألوا الله الذي بيده الخلائق، وبيده الأرزاق، فإن من الناس رغم دنو همته لا يجعل السبيل إليها إلا عن طريق البشر، فتراه ملحاً لحوحاً في سؤال عباد الله!، في سؤال الفقراء والضعفاء، وينسى أن يسأل ربه خالق الضعفاء والفقراء، ينسى أن يسأل ربه خالق الأغنياء والأثرياء.