للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واقع الجهاد في فلسطين]

وأنظر أيها الإخوة! نظرة أقارن بها واقع إخواننا في فلسطين، إن طائفة من اليهود وشراذمة المجرمين الخونة الذين ساموا إخواننا الفلسطينين في أرض فلسطين ألواناً من الطرد والإبعاد والإيذاء والقتل: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل:١١٨].

نحن نسأل ونقول: منذ متى دخل اليهود في أرض فلسطين؟ حتى الآن ستون عاماً واليهود بعد وعد بلفور -عليه لعنة الله- وهم في أرض فلسطين لم نظفر بمعركة واحدة نخرجهم منها، أتُرى ما هو السبب؟ هل في ذلك لغز؟ هل في ذلك معجزة؟ كلا والله، أقولها صريحة وفي كل مكان: إن راية التوحيد لم تدخل المعركة حتى الآن، أيلول الأزرق، أيلول الأسود، حزيران، غُصن الزيتون، الأرض السليبة، الشعارات العقيمة لا ترد شيئاً أبداً من أرض دخلها اليهود وقتلوا رجالها وأبناءها واستباحوا نساءها، إن الشعارات لا ترد حقاً أبداً، لا يرد الحق إلا حق يقوم به وجهاد.

إن اليهود دخلوا فلسطين بالدماء، فلابد أن تراق دماؤهم في فلسطين حتى يخرج الجبناء وأذنابهم منها، وبغير ذلك لن يخرجوا، وبغير هذا الحل لا تنفع معهم المفاوضات، صوتت أمريكا منذ يومين ضد القرار الذي اتخذه اليهود، ما تظنون في هذا القرار؟ تصويت ضد طرد ستة أو سبعة من الفلسطينيين، هل صوتت يوم أن دخلوا في فلسطين؟ هل صوتت يوم أن استباحوا الجولان؟ هل صوتت يوم مذبحة دير ياسين؟ يوم أن قاد " مناحن بيجن " ذلك الفاجر مذبحة جمع فيها جميع الفتيات وكل واحدة منهن حبلى جنينها في بطنها، ثم أخذ المدية وأخذ يشق بطن الفتاة حتى يسقط جنينها وهي ترى، ثم تموت متشحطة بدمها، والله لن يرد فلسطين إلا جهاد وتوحيد وراية حقة، وما سوى ذلك فإننا نكون عاجزين، ونعترف بكل هذه الصراحة أن نرد فلسطين من أيدي اليهود.

إذا كنا نقاتل بالعُدد والعَدد والعتاد؛ فإن الله يكلنا إلى هذه القوى المادية، أعداؤنا يملكون ونحن نملك، عندهم دبابات والذين يقاتلون عندهم دبابات، عندهم أسلحة وأولئك عندهم أسلحة، تساوت الأمور لكن حينما نقاتل في سبيل الله ونحمل راية التوحيد والله لو دخلنا كلنا عزلاً من كل سلاح؛ فإن الله يضربهم بالرعب لقوله صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.