للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التربية على الجهاد وبذل المال في سبيل الله]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وتفكروا في عواقب الذين نبذوا كتاب الله وراءهم ظهرياً، تفكروا في عواقبهم وكيف تجرأ الأعداء عليهم وكيف دخلوا ديارهم وبلادهم، وكيف غيروا أمنهم خوفاً، وعزهم ذلاً، وغناهم فقراً، تمسكوا بشريعة الإسلام فهي سبب أمنكم وعزكم واطمئنانكم، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى.

اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.

أيها الإخوة! لستم بحاجة إلى مزيد الحث والحض على أن تتبرعوا، وأن تشاركوا إخوانكم بالدعاء لهم، والتبرعات لهم، لا يكفي من واحد منكم أن يُخرج ريالاً أو عشرة، ولا نستقل قليلاً، إن الريال مع الريال قد يجلبان رصاصة في نحر كافر يموت، فلا تحقروا شيئاً من الأموال، لكني أقول: ليس يكفي من كل واحد أن يخرج شيئاً قليلاً ثم يرمي به، بل لابد أن تسأل الله أن يتقبله منك، وأن ينفع به، وأن تكون أنت بنفسك داعية نشيطاً لجمع التبرعات لإخوانك المجاهدين.

إن هذه الحرب لا يخوضها المجاهدون وحدهم، إننا نخوضها معهم بتضرعنا إلى الله، بسؤالنا ربنا، بدعمنا، وليس ذلك بحولنا أو طولنا أو قوتنا، بل بفضل الله ومنه وكرمه الذي وفقنا وهدانا وأعاننا على أنفسنا، وشرفنا أن نقوم ولو بعملٍ يسير لصالح المجاهدين، وهذه العبارة ليست للخطباء أو المهتمين وحدهم، بل هي لكل مسلم فيكم.

عودوا نساءكم وأولادكم الاهتمام بروح الجهاد، أعط ولدك مائة ريال أو خمسين ريالاً ثم قل: يا ولدي كم تعطي إخوانك المجاهدين هناك؟ أشعل فتيل الجهاد في قلب هذا الفتى، يشب نشطاً قوياً مقداماً شجاعاً، قل لامرأة أو أختٍ كم تبيعين من هذا الحلي الذي ادخرتيه سنين، لكي نقدمه لأخواتك المجاهدات ولنساء المجاهدين وزوجاتهم عوناً وكرامةً وزيادة؟ ينبغي أن نشعر بالجهاد في بيوتنا وفي أنفسنا وفي كل دائرة من دوائرنا، ينبغي أن نشعر أن المعركة حاسمة، وأن الدقائق فاصلة، وما هي إلا أيام قليلة نسأل الله جل وعلا أن يُعجل بشائر النصر، وأن يرفع رايات التوحيد خفاقة على جماجم الروس الفجرة، والملاحدة وعملائهم من الذين قعدوا وقبعوا ونابذوا الجهاد في كابول.

نسأل الله جل وعلا أن يُعجل بشائر النصر، واعلموا أيها الإخوة! أنه حينما تنطلق صيحات التكبير فإن القوى العالمية الكبرى تخاف من ذلك.

صرحت دار الإذاعة اليهودية البريطانية منذ يومين أو ثلاثة قائلة: صرح جورباتشوف زعيم الاتحاد السوفيتي قائلاً: إن هذه الحرب وإن كانت لا تحظى بقناعة شعبية لدى الشعب الروسي؛ فإننا لا نرضى بقيام حكم ديمقراطي في أفغانستان.

هل يقصد بقوله: حكم ديمقراطي حكومة أمريكية؟ لا، إنما يخشى من قيام حكم إسلامي في أفغانستان، ثم ينقلب خطراً على الولايات الإسلامية السبع: بخارى وسمرقند وأذربيجان وطاشقند وغيرها من الولايات الإسلامية، إنهم ينتفضون ويخافون؛ لأن صيحات الجهاد صادقة، ولأن رايات الجهاد مرفوعة كلها تحت راية لا إله إلا الله.

من للجهاد في فلسطين؟ اللهم أخرج من أرض فلسطين شباباً يحررونها وينصفون أهلها ويخرجون المستعمرين منها.

أيها الإخوة! يوم أن دخل الفجار في أرض فلسطين: اللورد اللمبي الذي قاد الحملة الصليبية، وكانوا لا يعرفون اسم الصليبية لكنه في ذلك الوقت وأثناء مقابلات الصحف والمجلات قال وبكل وقاحة: إنها الحملة الصليبية الثامنة بعد حملة الملك لويس التاسع، إنها الحملة الصليبية.

ثم دخل أرض فلسطين، ولما دخل الفجرة؛ ذهبوا إلى أرض الجولان، وتوجهوا إلى مكان يُوجد فيه قبر صلاح الدين أظنه جبل سيحون أو قريب من هذا الاسم، ثم وقف ذلك الفاجر فوق قبر صلاح الدين وركله برجله وقال: ها قد عدنا يا صلاح الدين! ها قد عدنا يا صلاح الدين! ها قد عدنا يا صلاح الدين! وهو يركل القبر الشريف بهذه القدم الخبيثة.

انظروا إلى الحقد المبيت، لما دخلوا أرض بيت المقدس قتلوا فيها مقتلة عظيمة، كما ذكره المؤرخون وأصحاب السير، سالت الخيل فيها في الدماء إلى الركب، دخل موشي ديان وأخذ يصيح: يا لثارات خيبر، يا لثارات خيبر، يا لثارات خيبر.

ثم أخذوا يقولون: محمد مات وخلف بنات، نعم والله إن الذين لم يستردوا فلسطين حتى الآن ليسوا والله بأهل للرجولة، لماذا لا يجاهدون ويرفعون راية التوحيد، ويقاتلون تحت هذه الراية، ويتبايعون على الموت تحتها؟ والله لن يبقى لليهود أمامهم قائمة، نسأل الله أن يُخرج من تلك الأرض شباباً مجاهدين صادقين مخلصين، ونسأل الله أن يعجل بنصرهم، وأن يرفع الكربة والمحنة عن إخواننا في فلسطين، وأن يرفع المحنة والكربة عن إخواننا في أفغانستان، وفي سائر بلاد المسلمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم احفظ بلدنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة، اللهم احفظ إمامنا، اللهم احفظ ولي أمرنا، اللهم احفظ إمام المسلمين، اللهم اجمع شمله وإخوانه وأعوانه على الحق وعلى العمل بكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين.

اللهم سخر له ولنا ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرض بقدرتك، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيراناً إلا دللته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته بمنك ورحمتك يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً سحاً غدقاً طبقاً نافعاً مجللاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم اجعل ما أنزلته خيراً لنا وبلاغاً ومتاعاً إلى حين، اللهم اسقنا واسق المجدبين، اللهم لك الحمد على ما أغثتنا به، سبحانك وحدك لا شريك لك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ولجميع موتى المسلمين الذي شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الحليم العظيم، لا إله إلا أنت رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، اللهم يا فرج المكروبين! ويا نصير المستضعفين! ويا إله الأولين والآخرين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين، اللهم تلطف بهم وبأحوالهم، اللهم وفقهم، اللهم سدد رأيهم، اللهم سدد رصاصهم في نحور أعدائهم، اللهم وحد صفوفهم، واجمع شملهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.