للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أزمة الخليج ليست أول الأزمات والمصائب]

أحبتي في الله: هل هذه أول مصيبة تقع على الأمة الإسلامية؟ لا، قبلها مصائب عظيمة، وهل هذه آخر مصيبة ستنالها الأمة؟ الله أعلم، إذاً لماذا ينزعج الناس هذا الانزعاج، وكأنها المصيبة التي ليس بعدها إلا قيام الساعة، ما الذي أصاب الناس؟ ألم يصب المؤمنين شدة بأس، دخل التتر والمغول بغداد حتى قال بعض المؤرخين: قتل من المسلمين ثمانمائة ألف، وفي بعض الروايات ألف ألف، أي: مليون من أهل السنة.

وفي الحروب الصليبية نزل النصارى على المسلمين في بيت المقدس، وخاضوا في دماء المسلمين، حتى خاضت الخيل إلى الركب في الدماء، أين أنتم من تاريخكم؟ وأين أنتم من ماضيكم؟ وأين أنتم من أسلافكم؟ هل هذه أعظم المصائب؟ وا خجلاه على أمة أفزعها الصاروخ يمر بسمائها.

إذاً ماذا يفعل الأفغان يا إخوان؟ يسقط صاروخ أسكود طوله ثلاثة عشر متراً بجوار خيامهم، ليس بجوار الفلل المسلحة (ثمانية عشر ملي حديد) (واثنين وعشرين ملي حديد) والسقف المزدوج وغيره، يسقط الصاروخ بجوار الخيام، وتطلق الغازات الكيماوية على المجاهدين، ويقول: خدا خدا، أي: يا ألله يا ألله بالفارسية أو بالبشتونية، وما عنده إلا أن يجأر ويتضرع إلى الله جل وعلا، وإذا رأى الغاز ينتشر ذهب إلى مواقع الطين، ويبلل ما يسمى بالبت، ثم يجعل اللثام على وجه، ثم يأخذ يدعو واللثام على وجهه.

هذا غاية ما يملكون، هل ضيعهم الله؟ هل نسيهم الله؟ إذاً أنتم لن ينساكم، فلماذا الفزع والهلع والخوف؟ الحمد لله رب العالمين على كل حال، الأمر الذي نريده يا إخوان، ألا نظن أن هذه آخر الفتن، أو أن نظن أن هذه أول الفتن، فقد سبق في تاريخ الأمة فتن أعظم من هذه، واحتوتها الأمة، ومرت بها، وجعلتها خيراً، واستفادت من الدروس والعبر فيها.