للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجب الأمة تجاه المجازفين بالكلام]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ في الدين ضلاله، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار عياذاً بالله من ذلك.

أيها الأحبة في الله! إن من واجبنا يوم أن نرى فلتات اللسان وزلات البيان أن لا ننتقد الناس في مجالسنا بين أربعة جدران، لا يسمعنا ولا يبصرنا أحد.

بل إن من واجبنا يوم أن نرى من يزل ويتهوك في كلامٍ يحاكي فيه كلام الله جل وعلا في مقامٍ لا يليق، أو يحاكي كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم في مقامٍ لا يليق، أو ينقل الأقاويل يكذبها ويختلقها ويصدقها وينقلها! أو من نرى يستهزئ ويضحك ويعبث، من واجبنا أن ننصحه، من واجبنا أن ننصحه، ولتكن النصيحة فيها خط الرجعة.

فإذا قرأت مقالاً فيه شيءٌ من هذا الزلل، فاكتب لصاحبه: قرأت لك في جريدة كذا، أو في مجلة كذا، أو سمعتُ لك في ندوة كذا، أو في جلسة كذا، كلاماً قلتَ فيه يا أخي هذه العبارات، فإن كان المقصود بها كذا وكذا، فإني أخوفك عاقبتها، ومغبة ما تنتهي إليه، وإن كان المقصود أمراً غير هذا، فالذي أتمنى وأرجو أن يكون التعبير بغير هذه العبارة، وختاماً أتمنى أن يكون كلامك في مرضاة الله وطاعته.

ليس من واجبنا أن نُحكم النقد ولا نفهم العلاج، ليس من مهماتنا فقط أن نتحسس الخلل ولا نعرف كيف نعالج هذا الخلل والداء والمرض، لا.