للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توبة شاب معاصر]

وفي عصرنا الحاضر: أذكر لكم قصة شابٍ معروفٍ من هذه البلاد؛ كان قد صرف في أسبوعين فقط أربعةً وستين ألفاً، أنفقها في أسبانيا وفي المغرب بين ألوان الفساد والمنكرات، وحدث ولا حرج عما تعنيه هذه الكلمة، ثم دخل ذات يومٍ ليزور مآثر إسلامية في الأندلس فلما دخل وكانت بجواره فتاةٌ رشيقةٌ حسناء وهي تعرض عليه وتقول: هذا مسجد المسلمين حولناه إلى كنيسة، وهذا ثم لفت نظره إلى قوس من صناعة المسلمين مكتوبٌ عليه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:١٧] ثم تأثر شيئاً قليلاً لم يظهر عليه، ثم قالت له تلك المرشدة: وذاك هو المنبر الذي كان يخطب عليه الخليفة ويسير الجيوش ليغزونا في فرنسا وأوروبا فما هي إلا لحظات حتى طاش جنونه وابتعد عنها، ثم اتجه إلى المنبر فوجده قد شمع بالشمع الأحمر فاخترقه وصعد ثم مسك بهذا المنبر وأخذ يصرخ بما لا يعرف، وأخذ يصيح بما لا يعقل، وهو يهز هذا المنبر من شدة تأثرٍ في نفسه لم توافقه العبارات أن يُفصح عنه ثم نزل باكياً وحجز من يومه إلى بلاده وعاد إلى وطنه، ثم أصبح الآن من خيرة شباب الجهاد في أفغانستان والله رأيته بعيني شاباً كصقرٍ في عليائه، إذا قلب نظراته كأنما يقتنص فريسةً، قد شُغفت نفسه بالجهاد والقتال، وترك ذلك العُهر والدمار والفساد.

فليس غريباً على الله يا عباد الله؛ وليس بعيداً على أبناء المسلمين أن يعودوا لدينهم، وأن يحملوا رايته وأن يجاهدوا في سبيل إعلائه مهما بلغوا ومهما كان منهم.