للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مصير الزناة في الدنيا]

عباد الله! لقد ظهرت كثير من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل، بسبب شيوع الفاحشة وانتشارها، وكان آخر هذه الأمراض ما يسمى بمرض الإيدز أي: مرض نقص المناعة المكتسبة، فأنسى الناس كل الأمراض قبله، وأصبح ذلك المرض شغل الناس الشاغل، فانعقدت لأجله الندوات، وأقيمت المؤتمرات، وأجريت البحوث والمحاضرات للتوصل إلى علاج له، لكن دون جدوى، وقد أجمع الأطباء على أن هذه الأمراض كلها لا تنتقل إلا عن طريق العلاقات المحرمة، كالزنا والشذوذ واللواط، فتأمل -أيها المسلم- عظم خطر هذه الأمراض التي يسببها الزنا، الذي وصفه الله جل وعلا بأنه: {فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٣٢] أرأيت كل عضو شارك في جريمة الزنا، أو في مقدماته، كيف يتلظى بالآلام الجسام، ويصاب بالبثور والأورام، أرأيت كيف يكون العقاب، وكيف يكون الجزاء من جنس العمل! صدق نبينا صلى الله عليه وسلم: (ما ظهرت الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم) هل رأيتم عاقلاً يؤثر التنعم بلحظة ليعاني بها شقاء الدنيا والآخرة؟! هذا مصير الزناة في الدنيا، آلام رهيبة في الأجساد قد تنتهي بهم إلى الموت، وقد تسلمهم إلى أمراض يتمنون فيها الموت، وتخريب كامل العقول، قد يفضي بهم هذا إلى الجنون.

ولما كانت جريمة الزنا بشعة إلى هذا الحد، فرض الله جل وعلا عقوبة تناسبها، فقال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور:٢] وقد بين صلى الله عليه وسلم أن هذا هو حكم الزاني غير المحصن، أي: غير المتزوج، أما المحصن فعقوبته الرجم بالحجارة حتى الموت، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وطبقه وحكم به في زمانه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:٢٩ - ٣١].

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.