للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زيارة المرضى وعيادة المصابين]

معاشر المؤمنين: إن من الأمور التي تعين على تحريك القلوب: زيارة المرضى، وعيادة المصابين، فإن في ذلك -أيضاً- كسرٌ لهذه النفس، وتذكيرٌ لها بما هي فيه من الصحة والنعيم والعافية، إن الإنسان إذا كان يمسي ويصبح وهو في نعيمٍ وطعامٍ وشرابٍ وملذات، ولا تجده متذكراً أو زائراً لإخوانه المرضى والمصابين، فإن هذه النفوس تتعود على هذا الشبع والري، وتتعود على هذا النعيم، ثم بعد ذلك لا تود أن تسمع شيئاً اسمه المصابون، أو اسمه المحتاجون، أو اسمه الذين هم في ضنك العيش وقلة ذات اليد، كثيرٌ من الناس حينما تحدثه عن واقع الضعفاء والمنكوبين والمصابين، قال: أرجوك لا تذكرني بأولئك لا تشغل نفسي، ودع قلبي في لذاته وهواه، لا يريد أن يتذكر أحوال أولئك المنكوبين، لأنه تعود على هذه الوتيرة، وعلى هذه الطريقة، فهو لا يريد أن يتذكر شيئاً من أحوال المصابين -ولا حول ولا قوة إلا بالله- ولو علم ذلك المسكين أن تذكره لأحوالهم وزيارته لهم، وتفقده لأمورهم، يشعل في قلبه أموراً ماتت، ويحيي في قلبه جذورا ً خمدت؛ لاعتنى بذلك ولعلم أثر تلك الزيارة، فأسأل الله جل وعلا أن يعين قلوبنا وقلوبكم على طاعته، وأن يجعلها مخبتةً خاشعةً بين يديه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.