للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غزو العدو للقيم والأفكار]

معاشر المسلمين! كل عاقل، وكل ذي لب يتدبر ويقرأ صحائف التاريخ، لا شك أنه يدرك هذا المكر، ويدرك هذا الكيد، ويدرك هذه الكراهية والبغضاء من قبل أمم اليهود والنصارى، ومن قبل أذنابهم وأتباعهم من المفسدين في الأرض، ولكن يأبى الله ورسوله والمؤمنون أن يحيق تدبير أولئك بعباده المؤمنين.

عباد الله! لا شك أنهم يريدون أن يقلبوا عقيدة التوحيد في هذه البلاد خاصة، وفي سائر بلاد المسلمين عامة، يريدون أن يقلبوا التوحيد شركاً، والإسلام يبدلونه إلى أي ملة أو نحلة خاطئة، ولكن يأبى الله ذلك، إذ جاء عنه صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن رضي منهم بما يحقرون من ذنوبهم، أو رضي منكم ما تحقرون من ذنوبكم).

إذاً يا عباد الله! يأبى الله جل وعلا أن ينقلب التوحيد في هذه الجزيرة وثنية أو شركاً، ويأبى ذلك رسوله والمؤمنون أجمعون، ولكن يا عباد الله! إننا نلاحظ تدبيراً بطيئاً ساماً فتاكاً اتخذ شكلاً براقاً، وألواناً زاهية، انخدع به بعض الغوغاء، وطاف على ذوي السذج في عقولهم، أتدرون ما هو يا عباد الله؟! إنه غزو القيم والأخلاق والمبادئ والأفكار، ما داموا يئسوا أن يعبد الشيطان في هذه الجزيرة، فإن أعداء الإسلام والأمة أرادوا أن يسلكوا هذا المسلك لعلمهم ألا مكان للوثنية في جزيرة العرب، فاتخذوا مسلك الإفساد الفكري، والإفساد الخلقي، وهدم المبادئ والقيم.

عباد الله! كلنا يعلم أن الله جل وعلا قد امتنَّ علينا بنعم عظيمة وآلاء جسيمة، وهذه النعم تحتاج إلى أن تقيد بشكر والتزام بكتاب الله وأمر الله وسنة نبيه وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة في الله! ماداموا يئسوا من ذلك، فإنهم أرادوا أن يغزوا هذا المسلم في عقيدته وإيمانه وقيمه ومبادئه، فماذا فعلوا يا عباد الله؟! لقد تسلطت قوى الضلالة والفساد على هذا المسلم، لكي يكون مسلماً وادعاً جباناً ضعيفاً خواراً، يخاف أدنى حركة أو كلمة، من أجل هذا أرادوا أن يسلكوا مختلف الأساليب والسبل في هدم هذا الإسلام.