للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طاغية العراق يتعدى حدود الله]

عباد الله: كلكم قد سمع وتابع بمنتهى الحرص والعناية والاهتمام ما كان قبل ليلتين، وذلك بحلول وعد الله، وسوء عقابه على يد جندٍ من جنوده، بذلك الطاغية الذي طالما تكبر وتجبر، وطالما دعي إلى السلم مع أهون شروطه وأبسط قواعده وأهون التزاماته، ومع ذلك أبى إلا هذه المعركة.

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ وما هو عنها بالحديث المرجّمِ

أبى إلا تلك الساعة، فكانت بأمر الله الساعة، كانت ساعةً أقضت مضجعه، ومزقت شمله، وفرقت جمعه، ولا عبرة بما تسمعون من بعض الإذاعات المرجفة أو العميلة والدخيلة التي تهون من شأن المصائب التي وقعت على أم رأسه، أو تبالغ، أو تفتري مصائب وقعت بمن وقفوا في وجهه.

عباد الله: كل ذلك بقدر الله، كل ذلك بأمر الله، ووالله لقد سألنا الله أن يدفع البلاء عن المؤمنين، وإن كان في الحرب خيرٌ للأمة، فقد سألناها الله أن تكون مدمدمةً لهذا الطاغية، لقد آن له أن يستوفي حسابه، وأن ينال جزاءه، أين دماء الأكراد؟ هل ينساها التاريخ بوضع كلمة الله أكبر على راية الجيوش؟ أين دماء الأكراد؟ وهل ينساها التاريخ بدعوى الإسلام والجهاد زوراً وبهتاناً؟ أين علماء العراق؟ أين عبد العزيز البدري؟ أين العلماء الذين شردوا من العراق؟ أين العلماء الذين قتلوا شنقاً وغيلةً؟ أين أولئك جميعاً؟: (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:١٤].

أعطى زعماء الدول المجاورة وعوداً بالكف عن جيرانه، وعدم الاعتداء والغزو عليهم، وفي ليلة ليلاء مظلمة ظلماء إذ به يجر جيوشه لتزحف على جارة صغيرة وادعة، وفي نفس الليلة جاءته الجيوش الجرارة من بين يديه، ومن خلفه، ومن فوقه، ومن تحته، اعتدى على الكويت قبل فجر الخميس اعتدى على الكويت في الساعة الثانية والنصف، وضرب في الثانية والنصف، في اليوم والساعة واللحظة والتاريخ، إن الجزاء من جنس العمل، ومع ذلك -يا عباد الله- لا يزال المغرورون به المخدوعون بوهم عظمته يطبلون ويغنون له، ويزعمون أنه هو الذي سيصمد لهذه الأمة في الساحة.

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامةٍ يا مربع