للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حسن الأخلاق والمعاملة من المدرس الكافر للطالب المسلم]

السؤال

هذه أسئلة تكاثرت وتعاظمت حول قضية تدريس الكفرة لبعض طلاب المسلمين، أو تدريب بعض المهندسين في الأمور العسكرية وغيرها للمسلمين، سؤال هؤلاء يتركز عن قضية البشاشة والمعاملة والمصافحة، والتمسية بالخير والتصبيح وما إلى ذلك، وهذا سؤال يقول في المعنى: نحن طلاب في الجامعة ويحصل أن يدرسنا في بعض المواد أحد الكافرين من المدرسين خاصة في الأمور العلمية، والغريب أننا نجد منهم كريم الأخلاق وحسن الأدب، وعلى النقيض من ذلك نجد الجفاء وضيق البال ممن هم من بني جلدتنا، ماذا يجب علينا أن نعتقده تجاه هؤلاء وهؤلاء، وجزاك الله خيرا؟

الجواب

أما بنو جلدتنا الذين لا يقابلونك بما ذكرت، فلأنهم لم يحرصوا أن يدعوك إلى شيء، ولذلك هو يقوم بوظيفته فقط، أما هذا الأستاذ الذي يباشرك بهذه العلاقة الطيبة والابتسامات الجميلة، لا شك أنه يريد أن يغرس شيئاً في نفسك، والبعض يستبعد أن بعض الأطباء وبعض المدرسين وبعض الخبراء هم قساوسة وأصحاب دعوة إلى الكنيسة بطريقة غير مباشرة، يظن البعض أنه لا يمكن أن يخطر على بالك أن هذا قسيس، أو أن هذا داعية إلى مذهبي ومذهبك، لكن أخي الحبيب! نقول لك بما قال الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:٨٣] ونقول: لا بأس أن تعاملهم بالحسنى، ولا يجوز لك أن تظلمهم، ولا بأس إذا دخلت مكاناً، فلك أن تقول كلاماً لا يصدق فيها التحية، فلا تبدؤهم بالسلام، لكن بابتسامة تحتسب عند الله عز وجل أن تتألف بها قلبه، وأن تكون طريقاً لإيصال بعض الكتب والنشرات التي تهديها إليه ولو بطريق غير مباشر، بعض الشباب المسلم يدعون الكفار بطريق كتيبات عن الآثار والمتاحف في المملكة، الثقافة الشعبية في المملكة، الثقافة التراثية والاجتماعية في المملكة، وفي ثنايا الكلام أمور تتعلق بالتوحيد والعقيدة تدعوهم بدعوة غير مباشرة؛ لأنه لا يمكن إنسان عاش ثلاثين أو أربعين عاماً على كنيسته وملته تريده أن يتأثر بك من أول ابتسامة أو من أول كتاب، فأنت أيضاً اجعل عندك النفس الطويل والمعاملة الحسنة، ولكن إياك أن تركن، بمعنى: أن يميل قلبك إلى حبه، أو أن يكون في ذلك تفضيلاً له على إخوانك المسلمين مهما رأيت من تقصير إخوانك ومهما رأيت من حسن أخلاقهم.