للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رثاء حسان بن ثابت للرسول صلى الله عليه وسلم]

كما أن من أغراضهم في الشعر غرض الرثاء، وغرض الرثاء يعد من أصدق الأغراض؛ لأنه غالباً لا يوجد نفع عند شخص قد ووري في التراب وأفضى إلى رحمة الله، فيكون التعبير في الرثاء أمراً مقبولاً لدى الناس لانتفاء النفاق في الغالب منه، وحسبك أن تعلم ما قاله حسان رضي الله تعالى عنه في رثاء نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم.

قال حسان يرثي النبي المعصوم: بطيبة رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفو الرسوم وتهمد بها حجرات كان ينزل وسطها من الله نور يستضاء ويوقد معالم لم تطمس على العهد آيها أتاها البلى فالآي منها تجدد عرفت بها رسم الرسول وصحبه وقبراً بها واراه في الترب ملحد وما فقد الماضون مثل محمد ولا مثله حتى القيامة يفقد صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد إلى آخر ما قال رضوان الله تعالى عليه.

والقصيدة ذكرها ابن هشام وغيره في السير، وفيها كثير مما تذرف له الدموع، وتحزن له القلوب؛ لأن الأمة لم تصب بأحد أعظم من مصيبتها بنبيها صلوات الله وسلامه عليه.