للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفات مع قول الله تعالى: (والصافات صفا ولهم عذاب واصب)]

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن اقتفى أثره واتبع نهجه، وسلك مسلكه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فهذا هو الدرس الرابع من وقفاتنا القرآنية مع كتاب ربنا جل جلاله، وهي وقفات مع سورة الصافات، والمنهج في هذه الوقفات هو كما سلكناه في وقفاتنا مع السور التي مضت ومرت من سورة ص ومريم، وغيرها.

الوقفة الأولى من سورة الصافات مع فواتح السورة، ومع قول ربنا جل جلاله: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصافات:١ - ٩].

استهل ربنا جل جلاله هذه السورة الكريمة بواو القسم، وأقسم جل جلاله بملائكته الكرام حال صفوفها ووقوفها بين يديه، وحال زجرها للسحاب، وحال تلاوتها لآياته جل وعلا، فأقسم بها وهي صافة، وأقسم بها وهي زاجرة، وأقسم بها وهي تالية وجواب القسم ذلك النبأ العظيم، والخطب الذي تعبد الله به الخلائق أجمعين {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} [الصافات:٤].

والحديث في فواتح هذه السورة يتضمن أموراً ثلاثة: الحديث عن الملائكة، والحديث عن السماء، والحديث عن الجن.