للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا نهاية لصفات الله]

السؤال

ما تفسير قول الله عز وجل: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان:٢٧] وهل ذكرت السبعة على وجه المبالغة؟

الجواب

هذه الآية من خواتيم سورة لقمان، ونظيرها في القرآن قول الله جل وعلا في آخر الكهف: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف:١٠٩].

وتفسير هاتين الآيتين مرتبط بعضه ببعض، وجملة معناهما أن كلمات الله جل وعلا صفة من صفاته، وأما البحر والأقلام فخلق من خلقه، والمعنى: أن كلمات الله جل وعلا وصفة من صفاته تبارك وتعالى لا يمكن أن تكون محدودة بالقلم والحبر؛ لأن القلم والحبر مخلوقان، فلا يمكن أن ينتهي كلام الله بنهايتهما، ولكن المخلوق له نفاد.

فالبحر المقصود في الآية اسم جنس، وأما قول الله جل وعلا: {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} [لقمان:٢٧] في آية لقمان فالمقصود به منتهى العدد، فالعرب كانت تجعل السبعة نموذجاً لنهاية العدد، والمقصود من الآيتين: أن كلام الله جل وعلا لا نهاية له، وأن الله جل وعلا لم يزل يتكلم بما شاء إذا شاء.

وأما البحر فهو مخلوق سينتهي يوماً، والأقلام المقصودة التي تؤخذ من الأشجار ستنتهي يوماً، ولو كانت تلك الأشجار عديدة أو كان ذلك البحر مديداً، والعلم عند الله.