للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دلالة العقل على علو الله عز وجل]

الدلالة الرابعة على علو الله جل وعلا: دلالة العقل، وأقصد بالعقل: القياس، أو محض النظر، فأقول: دلالة العقل تدل على فوقية الله، وعلى علو الله جل وعلا بمقدمات ونتائج، من المقدمات: أن السفول صفة نقص والعلو صفة كمال، والقاعدة العريضة عند كل الناس بالاتفاق: أن صفات الكمال يتصف بها الله جل وعلا، فيكون العلو صفة من صفات الله جل وعلا دل عليها العقل؛ لأن السفول صفة نقص، والله سبحانه وتعالى منزه عن النقص.

ومن المقدمات والنتائج أن تقول: إن الله تعالى إما في العلو، وإما في السفول، فلو قلنا: إنه في السفول كان الكون فوقه، ولا يمكن السيطرة على ما يكون فوقه، فلزم أن يكون في العلو؛ لأنه هو الذي يدبر الكون، كما قال عز وجل: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد:٢]، فهذا التدبير يكون من علو.