للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصفات الثبوتية وأقسامها]

صفات الله تنقسم إلى قسمين: صفات ثبوتية، وصفات سلبية.

الصفات الثبوتية: هي التي أثبتها الله في كتابه، وأثبتها له رسوله في سنته، ولا نفي فيها بحال من الأحوال، ولها ثلاثة أقسام.

القسم الأول: صفات ذاتية: أي: لا تنفك عن الله جل وعلا بحال من الأحوال فهي أزلية أبدية، كالعزة، والعزة صفة لله أزلية أبدية أولية آخرية، فالله عزيز أولاً وآخراً، أزلي أبدي، وكذلك الكبرياء، والحياة، والقدرة، صفات أزلية أبدية، ضابطها: أنها لا تنفك عن الله بحال من الأحوال.

القسم الثاني: صفات فعلية: وهي الصفات المتجددة بمعنى: أنها تتجدد، قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:٢]، وضابطها: أنها تتعلق بالمشيئة، إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، كالاستواء إن شاء استوى وإن شاء لم يستو، وكالضحك إن شاء ضحك وإن شاء لم يضحك، وإن شاء رحم وإن شاء لم يرحم، وإن شاء أعطى وإن شاء لم يعط، وإن شاء منع وإن شاء لم يمنع.

فصفات الله جل وعلا على قسمين: صفات ثبوتية أثبتها الله في القرآن، وأثبتها الرسول في السنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، وإنما تدعون سميعاً بصيراً) فأثبت لله السمع والبصر، وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:٥٨] فأثبت الله لنفسه السمع والبصر في الكتاب، وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم له السمع والبصر في السنة، فهذه هي الصفات الثبوتية.

والثبوتية ثلاثة أنواع: النوع الأول: ذاتية: بمعنى أنها لا تنفك عن الله، فهي أزلية أبدية ولا يمكن أن تتجدد، ولا تتعلق بالمشيئة، كالحياة، فلا يجوز أن نقول: إن شاء يحيا وإن شاء لم يحيى حاشا لله، ومثلها العزة والكبرياء وغيرها، أما الفعلية فهي متجددة بمعنى: إنه متى ما أراد الله أن يفعلها فعلها سبحانه ومتى ما أراد أن يتركها تركها كصفة الكلام فهو إن شاء تكلم وإن شاء لم يتكلم، وضابطها: أنها تتعلق بالمشيئة الإلهية.

الصفة الثالثة من الصفات الثبوتية: الصفات الخبرية: وهي التي لا مجال فيها للعقل بحال من الأحوال وإنما هي سمعية، أي: إنما أثبتناها لأننا سمعناها من كتاب الله وسنة رسوله، وضابطها: أنها في حقنا أجزاء وأبعاض، مثل اليد فهي من صفات الله، وهي صفة تليق بجلال الله وكماله، لا تشابه أيدي المخلوقين ولا تماثلها.

إذاً: الصفات الخبرية: هي التي مسماها عندنا أجزاء وأبعاض، مثل الساق، فهي صفة تليق بجلال وكمال الله جل وعلا، قال الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} [القلم:٤٢].

والعين أيضاً صفة كمال وجلال لله جل وعلا، قال الله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر:١٤] فهذه هي الصفات الخبرية.