للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ظهور الخوارج]

ظهرت هذه الطائفة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم حين قسم الغنائم كما في الحديث: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم فجاء رجل غائر العينين محلوق الرأس، فقال: يا محمد اعدل أو قال: اتق الله واعدل).

وفي رواية قال: (هذه القسمة ما أريد بها وجه الله جل وعلا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يعدل إن لم أعدل، فقام خالد فقال: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق.

فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم لما استدار الرجل وولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج من ضئضئ هذا الرجل أناس أو أقوام يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان، لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد وإرم).

فبين النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه يخرج من عقب هذا الرجل هذه الطائفة، فهذا الرجل هو أصل المنبع لطائفة الخوارج.

ثم ظهرت بقوة وبشوكة وبكثرة زمان الفتنة بين علي بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان رضوان الله عليهم أجمعين.

ولما ظهرت الفتنة بينهما قامت قائمة الخوارج، فقالوا: حكموا الرجال ولا حكم إلا لله، فنصبوا العداء لـ علي بن أبي طالب ونصبوا العداء لـ معاوية، وقاتلهم علي وهو أولى الطائفتين بالحق.

هذه بداية نشأة أو ظهور قوة للخوارج أو النواصب.