للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف ابن مسعود وابن عمر ممن كذب بالقدر]

قال: [وعن ابن مسعود قال: ما كان كفر بعد نبوة قط إلا كان مفتاحه التكذيب بالقدر.

وعنه قال: لئن أعض على جمرة حتى تبرد أحب إلي من أن أقول لشيء قد قضاه الله: ليته لم يكن.

وعن أبي حازم قال: ذكر عند ابن عمر قوم يكذبون بالقدر، فقال: لا تجالسوهم، ولا تسلموا عليهم، ولا تعودوهم إذا مرضوا، ولا تشهدوا جنائزهم، وأخبروهم أني منهم بريء، وأنهم مني براء، وهم مجوس هذه الأمة.

وعن يحيى بن يعمر قال: قلت لـ ابن عمر: إن عندنا رجالاً بالعراق يقولون: إن شاءوا عملوا، وإن شاءوا لم يعملوا -يعني: أرجعوا الأمر كله إلى مشيئتهم دون مشيئة الله تعالى- وإن شاءوا دخلوا الجنة، وإن شاءوا دخلوا النار -يعني: حتى دخول الجنة والنار بمشيئتهم- وإن شاءوا وإن شاءوا وذكر أشياء أخرى، فقال: إني منهم بريء وإنهم مني براء.

وقال رجل لـ عبد الله بن عمر: إن ناساً من أهل العراق يكذبون بالقدر، ويزعمون أن الله عز وجل لا يقدر الشر، قال: فبلغهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه براء، والله لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره] أي: أن الخير والشر من عند الله عز وجل.